هاتوا أزواجكم لكي نحرقها!

TT

توجد حالات غريبة للزفاف. فالذين يشتغلون في البحر يتم زفافهم في زوارق أو على ظهور السفن.. وكذلك الطيارون يتم زفافهم في السماء.. والغواصون ارتدوا ملابس الغوص واستمعوا إلى موسيقى تحت الماء ورقصوا.. وجاء من يعقد بينهم تحت الأمواج.. وفي محلات السمك واللحوم.. أي أن العريس اختار لنفسه المكان الذي سوف يعيش فيه ويعمل.. وهكذا تتشرب العروس روح العريس.. وتطاوعه على الحلوة والمرة حتى النهاية!

ولكن هناك ما هو أغرب من ذلك.

فقد أصر أحد الحانوتية (الأصح أن يقال الحانوطي نسبة إلى الحنوط أي التحنيط القديم) على أن يتم الزفاف في إحدى المقابر فينزل العروسان ومعهما المأذون والشهود..

فالقبر نهاية كل حي.. وإن كان الحانوطية في الدنيا لا يأكلون العيش وإنما البسكويت.. فهي الصناعة والتجارة التي لا تبور!

وفي أمريكا توجد مقابر أنيقة فخمة بها حدائق وبحيرات والميت يذهب إلى الحانوطي ويشتري منه قطعة أرض تطل على البحيرة ويختار الأشجار التي سوف تظلل قبره ويختار الطيور ويختار الموسيقى التي سوف تعزف أثناء الجنازة وأثناء الدفن.. ويختار الناس الذين سوف يبعث لهم من وراء القبر ببطاقات الأعياد.. ويختار قبل ذلك كله من الذين يسيرون وراء نعشه ومن الذين يقفون على قبره أثناء دفنه!

وفي الهند تحرق المرأة جثة زوجها ثم تحرق نفسها بعده أو تحترق حية معه، فلا حياة لها من بعده!

منتهى الوفاء والسخافة أيضاً.. هو مات.. خلاص.. هي تعيش، وسوف يجيء الموت لها ولغيرها.. وقد انقرضت هذه العادة الهندية.. فأصبح من المألوف أن يموت الزوج ويحترق وكل ما تفعله الزوجة هو أن تضع الخشب ثم تلقي عليه بالسمن والزيوت لتتأكد من أن الفقيد سوف يحترق تماماً.

ومنذ مدة أضيف جديد لعالم الموت.. فرجل بريطاني كان هو وعروسه يصعدان جبال الهملايا.. والعروس لم تتحمل ضغط الهواء البارد بالقرب من القمة فتجمدت أطرافها.. ولم يستطع زوجها أن يسعفها فنزل بسرعة وسار على قدميه مائة كيلومتر لعله يجد علاجاً في القنصلية البريطانية في شمال الهند.. وعاد ليجد زوجته قد ماتت فقرر أن يدفنها على سفوح جبال الهملايا.. ومعه مذكراته وكل ما أنجزه قبل ذلك واعتذاره لها ولأهلها مع وعد قاطع لها بأنه لن يعود إلى سفوح الهملايا مع عروس أخرى.. بل لن يعود مطلقاً!

ولما حاول أبواها أن يزورا قبرها.. لم يستطيعا فاستأجرا طائرة هليكوبتر ارتفعت بهما إلى حيث قبر العروس.. وألقيا عليها زهوراً ودموعاً من فوق!