شمس الله على الغرب! (1 ـ 2)

TT

صديقي العزيز المثقف الكبير عبد المقصود خوجة استوضحني عن العالم الكبير فؤاد حسنين الذي يعرف عشرين لغة وهو ثاني اثنين في مصر. والأول فهو د. مراد كامل. أما اللغات فهذه هي: اللاتينية والأفريقية القديمة والسنسكريتية والمسمارية والأكادية ولغات أخرى يقرأها ويكتبها ولا ينطق بها. وأذكر وأنا طالب في الجامعة أن كلفني المستشرق الألماني باول كراوس أن أراجع المعجم الذي لم يكمله بعد وكان من اللاتينية واليونانية والألمانية والإيطالية والفرنسية والإنجليزية. وكذلك فعل د. فؤاد حسنين.

ثم إنه هو الذي ترجم كتاب «شمس الله تشرق على الغرب» للمستشرقة الألمانية سجريد هونكه (1913 ـ 1999) وقد ترجمه د. فؤاد حسنين من خمسين عاما. وكان قد صدر بالألمانية سنة 1960.

وظهرت الترجمة لإحدى دور النشر. ولأن فؤاد حسنين بلا ورثة فقد تداولت دور النشر طبع هذا الكتاب. وتفرق دمه ودم المؤلف بين القبائل. ومنذ أيام صدرت طبعة جديدة عن (دار العالم العربي) وقد كان من نصيبي أيضا إهدار دمي بين القبائل؛ ففي أكثر من عشرة كتب قد سطا عليها الناشرون يطبعونها ويوزعونها بدون إذن مني. كيف؟

لا قانون يحمي المؤلف!

والسيدة سجريد هونكه كانت تعمل في إحدى المنظمات النازية المعنية بأصل الإنسان، ولأن دورها لم يكن بارزا فقد استطاعت أن تعيش بعد ذلك أي بعد هتلر. وقد حاولت أن ترى هتلر فمنعوها. ولكنها كانت قد استغرقت في الدراسات العربية والإسلامية وأدركت كيف تأثر الغرب بالعرب في كل حياتهم.. أي كيف أشرقت شمس العروبة والإسلام على الغرب وكتبت ونشرت، ولكن لا يزال كتابها «شمس الله تشرق على الغرب» أكثر كتبها شعبية وانتشارا، مع أنها لم تكن تقصد ذلك..

واستضفت سجريد هونكه في القاهرة، وكانت لها محاضرات ولقاءات وقالت وأبدعت. وكان لها امتنان عظيم.

وقالت لو بقي لي من العمر شهر واحد فسوف أبحث عن فضل الأحاديث النبوية على السلوك المسيحي واليهودي المعاصر في أوروبا..

وماتت ولم تفعل..