ولا أعرف كيف هذه المغامرات! (3 ـ 3)

TT

ولكن شيئا غريبا وقع في القاهرة: شابان صغيران لهما ملامح هندية يقولان نحن من جزر المالديف! أهلا وسهلا..

وأنا أقلب في الخرائط عثرت على اسم مالديف وظننت لجهلي أن مالديف هو اسم الرجل الذي رسم خريطة آسيا!

ولم يخطر ببالي أن مالديف هو اسم 300 جزيرة. دولة صغيرة. ولكنها دولة.. وأذكر أنني عندما كنت في سيلان عام 1959 وقع انقلاب عسكري في مالديف، وأخذني حماس الشباب وحيويته أن أركب سفينة إلى هناك، فلم أر شيئا كالذي نشرته الصحف. وعدت خائب الأمل..

أما هذان الشابان فأحدهما هو صديقي الرئيس مأمون عبد القيوم ـ الذي كان رئيسا لجمهورية المالديف ثلاثين عاما، ثم جاءت الانتخابات الأخيرة برئيس آخر.

وقد حدثت انقلابات ومؤامرات.. وكادت تطيح بالرئيس عبد القيوم لولا المساعدات الهندية. ولكن الرئيس عبد القيوم كان هدفا مستمرا من الصحف الأمريكية عندما تتحدث عن الطغيان. ولكن الرئيس عبد القيوم أصلح بلاده. وحول أكثر من مائتي جزيرة منتجعات سياحية..

وبعد رحلتي الجنونية إلى جزر المالديف لم أكد أرى سري لانكا حتى قفزت من السفينة وكادت ساقي تنكسر، ولكنه عذاب البحر والملوحة والأسماك البيئية والبرودة والوحدة.

وشيء آخر لم أعرفه في كل مغامراتي بين القارات: الندم على أنني ذهبت. ولكن يقابل هذا سعادتي بصداقة الرئيس عبد القيوم!

سألني الرئيس، فأجبته:

اكتب مذكراتك ليطول عمرك عشرات السنين!