سقراط.. لقد فقد عقله؟!

TT

طبيعي أن يتظاهر الناس.. لأنهم غير راضين.. وهذا حق دستوري. ولما تظاهر اليونانيون اندهشنا. فنحن وضعنا الإغريق في السماوات: فلسفة وأدباً وشعراً.. إن بلاد الإغريق هي مهد الحضارة الأوربية وقد التصقت في أعيننا صورهم القديمة. أستاذنا العظيم سقراط..

وهو يمشي في أثينا حافي القدمين عاري الصدر منكوش الرأس. ولا يكاد الواحد يلتقي به ويقول: صباح الخير يا أستاذ حتى يسأله سقراط وما هو الخير؟ وما هو الشر؟ هل الخير هو خير الناس كلها أو هو خير شخص واحد؟ ثم يدخل سقراط في حوار لا ينتهي. ومن بداية صغيرة يستدرجك إلى كل مشاكل الكون..

وكانت لسقراط حرفة غير الفلسفة هي غسيل التماثيل. ولأن التماثيل مصنوعة من الجير، فقد أصبح وجه سقراط كثيرَ الثغراتِ وازدادَ قبحاً. لدرجة أن تلامذته عندما يقدمونه كانوا يقولون: لا مؤاخذة إنه أستاذنا العظيم سقراط. وعندنا في الفكر العربي مَنْ هُمْ في مثل دماثة سقراط: الجاحظ والحريري وأبو حيان التوحيدي والبحتري..

وكان ينفق على سقراط تلميذهُ أفلاطون.. ولكن زوجة سقراط كانت تضيق به وتسخر منه ومن فلسفته ومن ملابسه الرثة ومنظره البشع. وكانت تثور عليه. وتلقي على رأسه بالماء القذر. وكان الفيلسوف يضحك ويقول: إن زوجتي كالمساء تبرق وترعد ثم تمطر!

ومظاهرات أثينا تدل على أن سقراط قد فقد عقله!