السؤال الغبي

TT

هل يُعاقب المرء إذا مات من شدّة الضحك؟!، طبعاً لا يعاقب، وكذلك لا يعاقب إذا مات من شدّة البكاء. العقاب الوحيد للإنسان هو الموت، ووالله ثم والله لو كان الموت كان رجلاً لتمنطقت بحزام ناسف وقتلته وقتلت نفسي معه.

**

ليس صحيحاً أن قلب المرأة ميدان قتال لا ينتصر فيه إلاّ الرجل المسلح.. لا ليس شرطاً فقد ينتصر في ذلك الميدان أيضاً الرجل (الثعلب)... اسألوني!!

**

هل الحب له عمر معيّن؟!

أعرف انه سؤال غبي، لكنه لا بد أن يطرح، رغم أن الإجابة عنه (عويصة). عن نفسي أقول: ليس للحب عمر معيّن، ولكن مجاله أحياناً يكون أضيق من (خرم الإبرة)، رغم أن حوافزه ومغرياته أوسعُ من رحابة الكون كله. أعرف أيضاً أن كلامي هذا ـ أو (ترهاتي) بمعنى أصح ـ لا تقدم ولا تؤخر في الأمر شيئاً، وهي تندرجُ بواحدٍ من الثلاثة المرفوع عنهم القلم، ولكي أذكركم بهم فهم: الطفل والنائم والمجنون، واعتقد أنني تشرفت أن أكون الثلاثة معاً، مخفوقين في (خلاط واحد)، لهذا فلا تؤاخذوني إذا تلعثمت، أو تكوّرت تحت اللحاف، أو أخذت اصفع الناس من دون ما سبب. مشكلتي هي الحب، ومعضلتي هي الحب، وبلواي هي الحب، ومصابي وعبثي وتهكماتي وذنوبي كلها نابعة من هذا النهر الجارف الذي يقال له: الحب.

والحب عندي ليس له شكل ولا عنوان ولا زمان ولا مواصفات ولا أجناس كذلك، فقد أحب زهرة أو نجمة أو كلبة أو صخرة أو موجة أو غيمة أو جذع شجرة أو خصر أنثى.

وحبب لي في دنياي مثلما حبب لحبيبي وقدوتي رسول الله ثلاثة: الطيب والنساء وقرة عيني الصلاة.. هذه الثلاثة هي (القمة)، ويندرج بعدها كل (خشاش) الحب والأرض.

ويبدو لي ـ والله اعلم ـ أنني سوف أسير على هذا المنوال حتى على (العكاز)، وحتى على الدخول في جنة (الزهايمر)، والى أن يتأذى مني عباد الله وساعتها إما أن يرجموني من شدّة الإزعاج، وإما أن أذبح أنا نفسي معنويا من شدّة الغرام.

فالطف يا الله بعبدك الفقير التائه الذي يقبل الجدران كالمعتوه، ويبلل الثرى بدموعه كالضائع والمفقود، ويمد كفه للعابرين كأي متسول جائع لا يسد رمقه غير نهش القلوب. لهذا يطلق عليّ البعض اسم (نهّاش).

[email protected]