الشاعرة الصغيرة!

TT

يصلني شعر او اشعار كثيرة، وبعضها من شاعرات صغيرات السن كبيرات الموهبة.. واحار فيما افعل بهذه الاشعار.. فأرد على صاحبتها او صاحباتها ببعض الآراء المشجعة، ثم ارسل القصيدة او القصائد الى رئيس التحرير.. وانني انتهز الفرصة لأقول لشاعراتنا الصغيرات الموهوبات ان يرسلن بقصائدهن الى رئيس القسم الادبي في «الشرق الأوسط» فهو اولى مني واكثر معرفة بخفايا الشعر وقضاياه.. وهو صاحب الكلمة الأولى في قرار النشر من عدمه.

وللأسف الشديد انه ليس في بلادنا، وهي اصل الشعر وموطن الشعراء، جهة تتبنى البراعم الناشئة من شعراء وشاعرات وتوالي الاهتمام بمواهبهم لأننا ما زلنا رغم عصر التكنولوجيا في حاجة الى الشعر والشعراء.. وما زال من واجبنا ان نهتم وان نفرح بالشعراء القادمين كما كان يفعل اجدادنا الذين كانوا يحتفلون بمقدم الشاعر، وتعتبر القبيلة ظهور شاعر فيها حدثا مهما تهتم به وتعلن عنه.

في الغرب يهتمون بالشعراء الصغار.. ولا تتردد دور النشر في الانفاق على اصدار مجموعة شعرية لشاعر او شاعرة صغيرة ما دامت موهبته او موهبتها تستحق الاهتمام والرعاية.

وفي مايو الماضي صدرت المجموعة الشعرية للشاعرة سارة ساندي سبيني وقد تقاضت سارة 66 ألف جنيه استرليني كمقدم عن ديوانها الاول، اما عمر سارة فهو فقط ثماني سنوات.. اما مجموعتها الشعرية فتحمل عنوان «اذا لم يطلع الفجر».

والمبلغ الذي تقاضته الشاعرة الصغيرة ضخم بجميع المقاييس، وهم يقارنون بين ما تقاضته سارة وما تقاضاه الشاعر الراحل تيد هيجز عن آخر دواوينه الذي جاء تتويجا لأربعين عاما من الشعر.. المبلغ الذي تقاضاه هيجز كان خمسين ألف جنيه فقط كمقدم.. وهذا يعني ان الشركة الناشرة تتوقع ان تحقق اشعار سارة دخلا اكبر من الشاعر الكبير.. وهذا احتفاء وتقدير يتجاوز حدود المألوف.

وتقول سارة انها لا تعرف الشعر.. فالكلمات تهبط عليها من السماء وما عليها إلا ان تسجلها على اشرطة او تكتبها!! متى يكون عندنا اهتمام بالبراعم.. متى نهتم بالشعر والشعراء؟

همس الكلام:

«العمر حالة عقلية.. والتناغم مع الحياة قائم على هذا الاساس».