ذكاء وليس (تياسة)

TT

شيخ خليجي مرموق استضاف المغني المشهور الذي أصبح الآن مغموراً (مايكل جاكسون)، والمشهور أيضاً بكثرة عمليات (التجميل) في وجهه التي حولته إلى ما يشبه المسخ، أقول: إن ذلك الشيخ استضافه بكل كرم في بلاده لمدة ستة أشهر وكوّن معه صداقة حميمة، وكانت النتيجة التي صرح بها ذلك الشيخ وتناقلتها وكالات الأنباء أن (مايكل) بعد كل هذا قد (خانه) في النهاية.. لماذا؟!، لأنه أخل باتفاق تم بينهما تعهد فيه المغني بتسجيل البوم غنائي لتغطية مبلغ سبعة ملايين دولار قدمها إليه، إلا أن المغني نفى وجود اتفاق، وانه كان مجرد ترتيبات تعاقدية لشركة لم تؤسس فعلياً، وهو يعتبر تلك المبالغ عبارة عن (هدايا).

كما أن ذلك الشيخ الخليجي من محبته وإخلاصه للمغني أراد أن يشجعه بالتغلب على خوفه ورهبته من الوقوف على المسرح في المدة الأخيرة، فأتى له بأشهر طبيب نفساني لمعالجته، وكان يدفع له بواقع (25) ألف جنيه عن كل جلسة، وهو يعتبره إنسان (فراجيل) ـ أو حسب تعبير الشيخ (هاش عاطفياً) ـ.

قطع (مايكل جاكسون) علاقته بالشيخ نهائياً، فيما رفع الأخير شكوى ضده في المحكمة العليا في لندن، واعتذر (المغني) عن عدم الحضور بسبب حالته الصحية، وبعث بدلا عنه محاميه الذي بدا مبتسماً وهو يقول للصحافيين: إنه سوف (يقلب الطاولة) على الشيخ، لأن شكواه تلك تعتبر تشهيراً، ولا بد أن يدفع الثمن مضاعفاً.

وهو ذكرني بشاب خليجي حصل له فصل مع أستاذه البريطاني الذي كان مدرساً لمادة اللغة الإنجليزية في المدرسة التي يدرس فيها ذلك الشاب.

وقد هيأ الشاب لذلك المدرس سكنا مستقلا في منزل والده الواسع، ومنحه سيارة يتنقل فيها كيفما شاء، وكان ذلك المدرس محفولا مكفولا (من إلى)، يأكل ويشرب ويأمر وينهى على الخدم في المنزل، حتى غسيل ملابسه وكيها وتعليقها، وتنظيف غرفته وتغيير ملايات سريره يومياً، وشطف حمامه وتعقيمه (بالديتول) كان يتم وكأنه ساكن في فندق (خمسة نجوم).

أقام ذلك المدرس البريطاني في منزل ذلك الشاب والطالب الخليجي لمدة (ثمانية أشهر) كاملة وليس ستة أشهر مثلما فعل (مايكل جاكسون)، غير أن النتيجة كانت واحدة، وإن تغيرت الأساليب، واليكم ما حصل بعد ذلك.

انتهى العام الدراسي، وذهب المدرس البريطاني إلى بلده في الإجازة الصيفية.. وبعد شهر سافر إلى لندن الشاب الطالب (الحاتمي) النزعة، وبعد أن وصل اتصل بمدرسه يخبره أنه يسكن في الفندق (الفلاني)، رحب به المدرس قائلا: (ول كم) وذهب لزيارته وشرب معه (الابريتيف) في بار الفندق، ثم دعاه إلى أحد المطاعم، كل هذا شيء رائع وطبيعي، ولكن عندما انتهيا من العشاء، وقف المدرس وذهب يطلب الحساب، وما هي إلا دقائق وإذا (بالغرسون) يأتي (بفاتورتين) مستقلتين، واحدة للشاب الخليجي على ما أكله، وأخرى للمدرس البريطاني على ما أكله هو، وكل واحد يدفع حسابه، غير أنه للأمانة وحسن الذوق فالمدرس هو الذي دفع (البخشيش) للغرسون من جيبه. وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على (الذكاء المفرط) عند بعض الخليجيين، ولا أقول: (التياسة).

[email protected]