سيناتور بالفطرة

TT

بالطبع، ستصبح كارولين كنيدي السيناتور المقبلة من نيويورك.

هل تستحق ذلك؟ في الواقع، لا.

هل هناك فرق؟ ربما لا.

يعد التعيين المحتمل لكنيدي في المقعد الذي سوف يصبح شاغرا في حال تأكد تعيين هيلاري كلينتون وزيرة للخارجية أمرا واقعا، ويزعم الأميركيون أنهم يكرهون ذلك، ومع ذلك يبدو أنه لا يمكن الوقوف أمامه.

ومن الواضح تقريبا أنه ما كان لأحد أن يبدي أي قدر من الاهتمام بكنيدي ما لم تكن تنعم باسم مشهور، وما لم تكن ابنة رئيس اغتيل.

نحن لا نعطي ميزة لأحد بسبب أصله إلا عندما نقوم نحن بذلك. نتذكر جون كونيسي آدمز وجورج بوش الابن. ونحن لا ننتخب الناس على أساس أسمائهم المعروفة، إلا عندما نقوم بذلك. وعلى أي حال، من كانت هيلاري كلينتون، غير أنها زوجة حاكم ورئيس قبل انتخابها لمجلس الشيوخ عن ولاية تمتلك فيها محل إقامة رمزيا؟

وعلى الرغم من ذلك، تمكنت السيناتورة كلينتون من إثبات قدراتها في مجلس الشيوخ، وكسبت أصدقاء وفازت بالاحترام داخله، كما أنها تصرفت بصورة تستحق الإعجاب كمرشحة لمنصب الرئيس، على الرغم من ذاكرتها الزئبقية في ما يتعلق بتعرضها لهجوم خلال زيارتها للبوسنة.

الموضوع هو أن هيلاري أصبحت سيناتورة عندما تصرفت كسيناتورة، وأصبحت شخصية وطنية عندما تصرفت على هذا الأساس. قد نحتج على ذلك ونقول إنه ليس كافيا، ولكن من الواضح أننا لا نعتقد حقا في ذلك، وربما هناك مصطلح نفسي لما نشكو منه. الأعراض: تفضيل ما نعتاده على المجهول، والبرهنة على الانجذاب ناحية الحكم الملكي مقابل المصلحة الشخصية الديمقراطية.

التشخيص: في الواقع لا يكترث الأميركيون بحكم العائلة، طالما لا يوجد من يشير إلى ذلك.

ويجب أن يمنع استمرار عائلة بوش وعائلة كلينتون وعائلة كنيدي على مدى نصف القرن الماضي هذه الرغبة التي تبعث على الاعتراض.

اعترض الجميع، فكان رد فعل الجمهوريين شبيها بممثلين على مسرح يقولون كلمات تلقن لهم.

ليس لدى كارولين كنيدي الخبرة، هكذا قالت قيادات الحزب بعد أسابيع من مقولتهم ذاتها عن أوباما.

وقال الجمهوري بيت كينغ، من لونغ آيلاند، والذي كان قد أظهر اهتماما بمقعد مجلس الشيوخ، إنه مُصر أكثر من أي وقت مضى على ترشيح نفسه في عام 2010، عندما تجري الانتخابات على المقعد ذاته.

ويقول كينغ: «بالنسبة للإنجازات، أعتقد بقوة أنني مؤهل بصورة أكبر، ولدي خبرة أوسع. لا أكن شيئا ضد كينيدي، ولكني لا أعتقد أن أي شخص لديه حق في مقعد». ليس ثمة منطق في هذا، فهذا ليس عدلا، بلا ريب هناك آخرون أكثر استحقاقا وأكثر تأهلا. وهنا نتذكر المحامي العام بنيويورك أندرو كومو. ولكن مرة أخرى، هل كان سيفوز بمنصبه الحالي ما لم يكن أبوه ماريو، حاكما؟

وشكك الديمقراطيون أيضا في ما إذا كان لدى كنيدي الخبرة اللازمة، وهم مستعدون للدفاع عن رؤيتهم هذه بكل ما لديهم. وعلى الجانب الآخر، إلى أي مدى يصعب على الفرد أن يكون سيناتورا؟ الإجابة: الأمر ليس صعبا للغاية، ولكن من الصعب أن تصبح سيناتورا عظيما، حيث يعتمد مستوى كفاءة المرء على المهارات والكفاءات التي لا يمكن قياسها بالنظر إلى سيرته الذاتية. وطبيعة الشخص ومستوى ذكائه هما التعبيران الجديدان اللذان يبدو أن معظمنا مغرم بهما في الوقت الحالي. وما نسعى وراءه ما هو إلا علاج سياسي للشعور بالكآبة.

تتمتع كنيدي بكل ما سبق، فلها روح لطيفة ويبدو عليها التواضع على الرغم من أصلها. وهي محامية ومؤلفة، نأت بنفسها حتى الآن عن الشهرة، كما أنها تميزت في مجال العمل الخيري. ومما يضاف إلى رصيدها، أنها ربت ثلاثة أولاد بعيدا عن الأضواء.

هل تؤهلها هذا الأمور لنيل مقعد في مجلس الشيوخ؟ الإجابة: لا. ولكنهم يتحدثون عن شخصيتها ونهجها في الحياة. كما أن الرئيس المنتخب قد وصف كنيدي بأنها «أحد أعز أصدقائه».

وعلى نحو آخر، ثمة تساوق منطقي في حال فوز كارولين كنيدي، وإذا كان لا يكفي كل ما نزعم أن له قيمة من جدارة ونضال وتميّز مُكتسب فضلا عن المورث، فهي امرأة ديمقراطية تحل محل امرأة ديمقراطية، ولتستمر سلالة كينيدي.

لا يجب أن يظن أحد أن ثمة سلوى في العبارة الرائجة حاليا من أن هذا المقعد، على الأقل، ليس للبيع، كما هو الحال في ولاية إيلينوي، حيث المزاعم بأن الحاكم رود بلاغوفيتش حاول عرض مقعد أوباما في مجلس الشيوخ للبيع. وبالطبع، فإن مقعد كلينتون ليس للبيع.

ولكن، تمثل كارولين كينيدي، التي تطرح على الطاولة اسما سياسيا قويا وثروة عائلية وصداقة مع الرئيس الجديد، أفضل عرض في مزاد صامت. ربما يكون تصرفا أكثر كلاسيكية، ولكنها اللعبة ذاتها.

*خدمة «واشنطن بوست»

خاص بـ«الشرق الأوسط»