بسبب آلام في الظهر لم أعرف كيف أختار الوضع المناسب للقراءة أو الكتابة. فلا استطيع جالسا ولا نائما ولا واقفا ولا على جانب أيمن أو أيسر..
وإنما أحاول أن أتلوى لكي اختار الوضع المناسب. ولا يوجد وضع مناسب.
وليس هذا من شأن القارئ. فالقارئ يريد أن يجد ما يقرؤه. أما كيف كتب المؤلف فهذه مسألة لا تهمه كثيرا..
فالكاتب الفرنسي استندال يقول إنه لا يستطيع أن يكتب قبل أن يقرأ صفحتين من الدستور الفرنسي؟!
والأديب همنجواي الذي أصيب في كتفه وفي عموده الفقري على إثر سقوط إحدى الطائرات فهو يكتب واقفا. وهو يكتب بالقلم الرصاص ويجب أن يبري عشرين منه قبل أن يكتب عبارة واحدة.. والشاعر الالماني جيته يكتب واقفا. وقد رأيت بيته وكيف يفعل ذلك فهو يشكو من مصرانه الغليظ..
والكاتب الفرنسي بلزاك يحتاج إلى عشرين او ثلاثين فنجانا من القهوة مع الكونياك أو مع الشمبانيا قبل ان يكتب..
أما الكاتب الافقى: أي الذي يكتب منبطحا على وجهه فهو الأديب ترومان كايوث. وكذلك الأديب الانجليزي والتر سكوت..
وكان توفيق الحكيم حين يكتب يضع منضدة بالقرب من الباب الخارجي للبيت الذي يسكنه؟
وكان أستاذنا العقاد يكتب إلى جانب المكتب..فالمكتب صغير وهو لا يستطيع ان يدخل تحته!
أما الكاتب الفرنسي ديماس الأب فقد نصحه الطبيب أن يكتب بالقرب من قوس النصر بعد ان يأكل تفاحة..
وكان الأديب الانجليزي دزرائيلى يكتب بملابسه كاملة. وكان الكاتب الأمريكي هرمان مايلر يكتب عاريا تماما!