بل هي ثورة جنسية!

TT

كان الرئيس عبد الناصر يضيق بالنكت. وخاصة بعد النكسة. فكل النكت كانت عن قواتنا المسلحة مما اضطره أن يجئ إلى البرلمان ويطلب من الشعب أن يكف عن السخرية من قواتنا المسلحة. وكانت هذه أول مرة في التاريخ يقف رئيس دولة يعلن تجريمه أو تأثيمه للنكتة!.

بينما كان الرئيس السادات يسألني عن آخر النكت. فكنت أقول له: سيادة الرئيس عندك كل أجهزة المعلومات وفي استطاعتها أن تقول. وكانت تقول وكان أقاربه ينقلون إليه النكت. وكان حريصا على سماعها ليعرف اتجاه الرأي العام. وما يعجب الناس وما يضايقهم..

لأن النكت هي عبارة عن (طلق ناري) أطلقه شخص ما ضد السلطة.. أو أن النكتة هي سلاح الضعيف ضد القوي، والفقير ضد الغني.. والكثير من النكت التي قيلت عن هتلر قيلت مرة أخرى عن موسوليني وفرانكو وعبد الناصر..

وكان معروفا في مصر أن هناك عددا من الناس يؤلفون النكت ويطلقونها. وتنطلق النكت فتعبر البحر الأحمر وتتجه إلى الخليج ثم ترتد إلينا.. وأشهر مؤلفي النكت في مصر كانوا: الشاعر الغنائي مأمون الشناوي والوزير احمد رضوان وكاتب هذه السطور..

وكثيرا ما كان احدنا يتصل بالآخر فيقول له: عندي نكتة ولكن في حاجة زغزغة..اى فى حاجة إلى ما يجعلها مثيرة في السخرية والإضحاك.. وكنا نشترك في صناعة كثير من النكت.. وكانت هذه النكت تنتشر ثم ترتد إلينا بعد شهر أو أكثر!

ولم ينس عبد الناصر بعض النكت إلى أطلقناها عليه. وتوعد. ونفذ ما توعد به عندما أصدر قرارا بفصلي سنتين في الشارع!

أما النكت إلى ضاق بها جدا فهي عندما قلت إن عبد الناصر لم..يطلق.. ثورة اشتراكية وإنما ثورة جنسية: السلال والزنيري والارياني والبيضاني والقذافي!