المرأة.. أم المعارك على أجندة المتطرفين!

TT

علاقة المتطرفين والموتورين والمتشنجين بالمرأة علاقة معقدة جدا، فالمرأة في منظور هؤلاء كائن لوجوده رسالة واحدة فقط هي الإمتاع، وتقتضي متطلبات هذا الإمتاع المحاصرة والعزلة والتطويق خشية التمرد والاستقلالية وإدراك الحقوق، وعليه يمكن تفسير ما تقوم به طالبان باكستان في منطقة القبائل من تهديد بقتل الطالبات، وتدمير المدارس على رؤوس من فيها إن لم تتوقف الفتيات عن الذهاب إلى المدارس بحد أقصى 15 يناير (كانون الثاني) المقبل، إذ لا شيء يخيف هؤلاء أكثر من تعليم المرأة، فالتعليم بوابة الحرية التي يمكن أن تخرج الطائر الجميل من قفص الاضطهاد والظلم والتعسف، وبالتالي كان لزاما أن تكون معركتهم الأولى مع تعليم المرأة، حتى لو اقتضى الأمر وضع الفتيات القصر على قائمة خصوماتهم.. ولا غرابة أن تكون مكافأة الأمريكان لعملائهم في أفغانستان من الزعماء السياسيين أقطاب الصراع، والمنتهية صلاحياتهم، أقراصا من الفياجرا ليعود أولئك الشيوخ إلى صباهم، أو كما يقول الأمريكان «لتثبيت سلطاتهم»، ولعلهم يقصدون هنا سلطة الفحولة التي تفوق في نظر أولئك الجهلاء كل السلطات..

ومن علاقات المتشددين المعقدة بالمرأة ما تقوم به بعض الجماعات الإسلامية المتطرفة في الصومال التي ما أن تخلو لها السلطة ولو ليوم واحد حتى تجعل الانتصار على المرأة أولى معاركها غير المجيدة، وهي تحاول أن تختزل شعاراتها الدينية في جلد امرأة أو رجمها دون محاكمة أو تثبت، وليس لذلك هدف مرئي سوى الرغبة في إخضاع المرأة وكسرها وإرهابها.. فمن أين جاء هؤلاء بعقدهم وجنونهم وانحرافاتهم لتبلى بهم المرأة المسلمة، فتتحول حياتها في ظلالهم إلى جحيم لا يطاق؟!

ما حدث ويحدث في منطقة القبائل في باكستان، وأفغانستان، والصومال، يمكن أن يحدث في كل مكان تصل إليه أيدي المتشددين والمتطرفين والموتورين، ووقوف العالم الإسلامي في موقف المتفرج من الدول التي تعاني من هيمنة المتطرفين قد يعجل بتحقيق المثل «أكلت يوم أكل الثور الأبيض»، متمنيا أن يدرك الجميع كيف أكل الثور الأبيض!

وللمرأة الأم والبنت والأخت والزوجة أمنيات بأزمنة أكثر أمانا وجمالا ومودة ورحمة.

[email protected]