رجل السلام حزين على السلام!

TT

بعد أحد عشر عاما من العمل المتواصل من أجل السلام العالمي، سوف يترك د. البرادعي منصبه عند نهاية العام القادم. لقد أصبح طعم الكلام على لسان البرادعي في حديثه إلى صحيفة «الحياة» شديد المرارة. فهو يرى انه لا حل للمشكلة الفلسطينية ولا للسلام في الشرق الأوسط مع إيران مادام العرب على هذه الحال من التمزق وسوء الفهم..

وما يحزن البرادعي، ونحن أيضا، أن العرب نجحوا في شيء واحد أنهم يخدعون أنفسهم ويكذبون عليها في التعليم والتربية والسياسة. فنحن لم نتقدم علميا. ونحن عاجزون عن المنافسة. وقد تقدمت كثير من الدول. ونحن ما نزال نقول إننا فعلنا كذا وكذا. والحقيقة وهم في وهم..

وفي السياسة يجب أن نتفاهم مع إيران لدورها الخطير، وأصبح نفوذها في العالم العربي قويا جدا. ولا نقلل من خطورة إيران أن نوهم أنفسنا بأن دورها ضعيف وان أمريكا سوف تحل كل شيء. يجب أن يكون لنا دور مع إيران ومع أمريكا أيضا..

أما فلسطين فهي أضعف مما كانت قبل عشرين عاما. وازدادت فلسطين ضعفا. وضعفها لن يساعد على الحل. وإنما يغري إسرائيل بأن تتلاعب بها وبنا..

ويرى د. البرادعي أن العالم كله أقل أمنا مما كان عليه من عشرين عاما. فالخطر يهدد كل شيء وفي كل مكان. والعرب لأنهم يعيشون على الوهم فالخطر عليهم أكثر من أي وقت مضى..

ود. البرادعي حزين. وفي كلامه نبرة من اليأس وانه اتخذ قرارا نهائيا بأن يترك منصبه. وانه لم يعد قادرا على أن يفعل شيئا من اجل السلام العالمي.. والسلام في الشرق الأوسط. فالعرب لم يتعلموا ولن يتعلموا! وليست لديهم أية دروس مستفادة!