عبد الله العمران.. قانوني آثر التدريس والمحاماة على الوزارة

TT

إذا حُسب مَنْ طَلَب الإعفاء من أعباء الوزارة، والتفرغ لعمله الخاص، أو لممارسة مهنته في التدريس أو الطب أو المحاماة أو الأدب، أو لمجرد الزهد في الوظيفة العامة وأضوائها، فإنهم في العالم العربي قلائل، ويُعدون في المملكة العربية السعودية على الأصابع، ويأتي شخصية هذا المقال من بينهم.

والدكتور عبد الله العمران، حقوقي سعودي بارز، كان من ضمن مجموعة من القانونيين الشباب الذين أراد الملك خالد دعم حكومته بهم، فعُيّنوا وزراءَ دولة وأعضاء في مجلس الوزراء (عام وفاة الملك فيصل 1975م).

وكان قد تخرج في جامعة القاهرة 1960م، ثم حصل من الجامعة نفسها بعد عامين على الماجستير في الفقه الإسلامي، وقد التحق مع مجموعة من زملاء التخصص في ما يُعدّ مصنع الخبرات في الدولة (وهو شعبة الخبراء في مجلس الوزراء)، التي يُطبخ فيها كل ما يعرض على المجلس من أمور ذات صبغة تنظيمية، وقد تخرج منها نخبة من القانونيين الذين بقوا في الدولة، أو أسّسوا مكاتب محاماة، أو انتقلوا إلى وظائف قياديّة، وقد استمر د. العمران في الوظيفة العامة (وزير دولة) مدة تقرب من أربع سنوات، فضّل بعدها التفرغ لمهنتي التدريس والمحاماة، والكتابة في مجال القانون الإداري والتجاري، فواصل إلقاء المحاضرات في جامعة الملك سعود ومعهد الإدارة العامة.

الدكتور العمران، وجهٌ اجتماعي مرموق، وقارئ مفكر، وذو علاقات داخلية وخارجية واسعة، وقد أُصيب منذ ثلاثة أعوام بعارض صحي قلّص نشاطه التدريسي والمهني، لكنه ظل حتى سقوطه مريضاً قبل شهر، يتواصل مع محبيه، فاتحاً صدره ومجلسه للالتقاء معهم والاحتفاء بهم.

وهو ينتمي إلى أُسرة كريمة كبيرة معروفة، نشأت أصلاً في الرياض وانتشرت في الأحساء، وقد تفرعت منها بيوت عُرفت بأسماء أجدادها، وهم الثنيان والعبد القادر والعبيكان والراشد، وقد وُلد في الرياض عام 1932م، وحصل على دكتوراه الدولة من جامعة ديجون الفرنسية 1968م، وله من الأبناء الطبيب هشام والدكتورة عُلا والمهندس فهد والدكتور فارس، وله من الإخوة رجل الأعمال عمران بن محمد العمران وأخت واحدة. رحمه الله.

*إعلامي وباحث سعودي