اعتاد الكثيرون استغلال مناسبة العام الجديد في اتخاذ قرارات مهمة لحياتهم. القرار المعتاد عند المدخنين هو التوقف عن التدخين والغالب عند المتزوجين هو تطليق زوجاتهم. ولكننا كعرب اعتدنا على اتخاذ القرارات بدون تنفيذها. وهو ما حصل لزميل فنان تحول من المذهب الشيعي الى المذهب السني. قلت له «لم فعلت ذلك وأنت أساسا لا تؤمن بشيء؟»، قال «أريد أن أطلق زوجتي في العام الجديد والشيعة لا يأخذون بالطلاق الفوري، وأنا مستعجل». انتهى العام ولم يطلق زوجته، ومر عام آخر وأعوام أخرى بدون أن يطلقها. ومات أخيرا ومزقت زوجته ثوبها ولطمت على صدرها وعفرت شعرها بالتراب كمدا وحزنا عليه، ولكنه مات على مذهب أبي حنيفة. كذا حصل لصديق لي اتخذ قرارا بالتوقف عن التدخين. مرت أيام والتمس من صديقه في المكتب أن يعيره سيجارة. قال له «ولكنك عزمت على ترك التدخين». أجابه بأنه ما زال متمسكا بالجزء الأول من قراره. قال «وما هو هذا الجزء الأول؟»، أجابه بأن لا يدخن سيجارة من فلوسه هو.
القرار الجدير باعتبارنا كعرب هو ألا تقف إذا كان بإمكانك أن تجلس، ولا تجلس إذا كان بإمكانك أن تنام، ولا تستيقظ من نومك إذا لم تسمع ضابط الأمن يطرق بابك.
والآن سيسألني القاري الكريم، وماذا عنك يا أبو نائل؟ ماذا اتخذت من قرارات للعام الجديد 2009؟ وهاك جوابي:
أولا، أن أتوقف عن التفكير في زيارة العراق أو العودة للعراق أو التعامل مع العراق أو أن أسمع أي شيء عن العراق.
ثانيا، ألا أتكلم عن القضايا العربية أو اقرأ عنها أو أكتب بشأنها وأن أكتفي برفع يدي الى السماء وأقول: لها مدبر! اللي خلقهم يخلصهم.
ثالثا، أن أنهض صباح كل يوم بهذا الدعاء: اللهم اقصف عمر كل من مزق أوطاننا ونهب ثرواتنا وشردنا من ديارنا وجلس في الفضائيات العربية يتكلم باسمنا ويتشدق بمصالحنا.
رابعا، اللهم ابعدني عن كل المسؤولين من أصدقائي الذين ابتليت بهم ولم ينفعوني بشيء، وأكثر من أصدقائي الذين ينفعون، واعطني أيها العزيز الجبار القدرة والموهبة التي حرمتني منها طيلة حياتي للتمييز بين من ينفعون ومن لا ينفعون، وبين من يرتشون ومن لا يرتشون.
خامسا، اللهم ابعدني عن كل من يعدن ولا يفين، وقربني لكل من يفين دون أن يعدن.
سادسا، اللهم حول بقدرتك ومشيئتك كل ما يتدفق في عالمنا من ملايين الأطنان من النفط الى ملايين الأطنان من المخ.
سابعا، اللهم أنقذ الأدب العربي من النقاد، والشعر العربي من الشعراء، والأمة العربية من حب الشعر والشعراء.
وتقبل يا رب العالمين وأقدر القادرين دعائي هذا لعامنا الجديد هذا فتعيده علينا والأمة العربية ما زالت على قيد الحياة.
www.kishtainiat.blogspot.com