أتقلب على جمر الغضى.. أتقلب

TT

في منطقة (جعفر آباد) في باكستان، تسود هناك تقاليد محلية فريدة من نوعها، حيث يطلب من الشخص المتهم بالزنا، ولم يشاهده أربعة مشاهدة العين وهو يفعل ذلك الفعل الفاحش، عليه إذا أراد أن يبرئ نفسه أن يمشي حافياً ذهاباً وإياباً على جمر متقد في حفرة عمقها نصف متر وعرضها متر واحد وطولها عشرة أمتار ويجب عليه أن يسير عليها (بتؤدة) بالغة وهو (يبتسم) ابتسامة عريضة، وإذا لم يفعل ذلك حكم عليه بالرجم.

ولا يقل عن هذا التقليد غرابة ما تفعله إحدى القبائل البدوية في سيناء، فحينما يتهم احدهم بالكذب، يفرضون عليه إذا أراد أن ينفي هذه التهمة عن نفسه ويثبت صدقه أن يلحس عدة مرات (حديدة) حميت على النار حتى احمر لونها، وإذا لم يفعل ذلك عد كذاباً وقاطعته القبيلة وعاقبته، وإذا لم يكن متزوجاً ترفضه كل النساء ويصبح منبوذاً.

الحمد لله أنني لم أكن في جعفر آباد، ولا أنتمي لتلك القبيلة في سيناء، ولو أنني كنت كذلك، فمن المؤكد أنني سوف أُنبذ وبعد ذلك أُرجم بدون أية رحمة، حتى لو كنت في براءة الذئب من دم يوسف.. فكله عندي إلاّ النار، فتكفيني النار التي تلتهب في مراجل قلبي، كما أنني أيضاً لا أعلم ماذا ينتظرني في الآخرة؟!

***

هناك إحصائية تقول: إن ما تقضيه المرأة أمام المرآة عندما تكون بين السادسة والعاشرة من عمرها 6 دقائق في اليوم. وما بين العاشرة والخامسة عشرة تقضي ما يقرب من عشر دقائق.

أما إذا كانت بين الخامسة عشرة والعشرين، فإنها تقضي ما يتراوح بين عشرين دقيقة ونصف الساعة.

وبين العشرين والخامسة والعشرين تصرف ما يقرب من أربعين دقيقة.

ومن الخامسة والعشرين وحتى الأربعين تقضي أكثر من 45 دقيقة، وبعدها تبدأ تقلل من ذلك بالتدريج على مدى عمرها وشبابها حتى إذا صارت عجوزاً قلما نظرت إلى المرآة.

أعتقد أن هذه الإحصائية قديمة وعفّى عليها الزمن، فالمرأة الآن أصبحت ملتصقة بالمرآة أكثر ـ خصوصاً وقد عرفت امرأة مسّنة متصابية استأجرت غرفة في شقتها لمدة شهرين، وكانت تجلس يومياً أمام مرآتها بدون مبالغة ساعات طويلة، ويا ليتها تفعل ذلك وتكتفي (وتخرس)، ولكنها فوق ذلك تزعجنا بغنائها المتواصل، (وتجعيرها) بصوتها النشاز، وهذا هو السبب الوحيد الذي جعلني لا أستمر بالسكن، وخرجت من عندها أنا وأحد الطلبة الأفارقة في يوم واحد، رغم أن الملعونة طبخها (كويس) ـ خصوصاً (الإسبكتّي).

[email protected]