غزة بين الجزار والتجار!

TT

محزن ما يحدث من قتل وحشي في غزة. ومحزن أن غزة تغدر مرتين، الأولى بوحشية اسرائيلية، والثانية من دول تستغل القضية الفلسطينية وحماس لتحقيق مآرب لها في منطقتنا، ومن إعلام مضلل.

إذا كان قدرنا هو محاربة اسرائيل، فإن هناك أمورا يجب أن تناقش. فما الذي أعدته حماس للمعركة؟ وإذا افترضنا أن حماس قوية، وغزة صامدة، فما هو النصر المتوقع؟ هل تتحرر غزة؟ كلنا يعلم أن غزة ليست محتلة! وهل الانتصار يعني تحرير القدس؟

أجيبوا أنتم، فهل الفرق في موازين القوة يسمح بذلك! إذاً ما هو الانتصار، وما الذي ستحققه صواريخ حماس؟ أسئلة مهمة، خصوصا وعدد القتلى في تزايد، فهل المطلوب أن يصل عدد ضحايا غزة إلى عدد ضحايا لبنان في حرب 2006 بين إسرائيل وحزب الله حتى تقف الحرب؟

أسئلة تستحق أن تطرح، فقدر الحاكم هو حماية المحكوم وعدم تعريض أمنه وسلامته للخطر، وعلى من يريد استخدام السلاح أن يعي الثمن، ولا يتجاهل أهمية العمل السياسي.

فاستخدام السلاح من غزة يعني أن الرد سيكون في غزة نفسها، وهذا يعني أن حماس كان يجب أن تكون قادرة على خوض الحرب مع حماية الأبرياء والعزل من العمليات الوحشية الاسرائيلية ولو بالحد الأدنى.

والغدر الذي تتعرض له غزة من الجانب العربي هو ما تقوم به وجوه كل أزمة، فلا صراخهم أوقف اطلاق النار، ولا حمى العزل، بل انهم منحوا حماس غطاء وهي تضع نفسها لعبة بيد إيران!

وعندما نقول إنه لا بد من طرح الأسئلة فليس لتبرير عدوان إسرائيل بل لنعرف ما الذي يجري حولنا ؟ فمحق أبو الغيط عندما قال إن اسرائيل تريد تسليم غزة إلى مصر، والضفة بعد ذلك إلى الأردن وتنتهي القضية الفلسطينية.

بينما إيران تريد تحويل سيناء إلى منطقة مشابهة لجنوب لبنان، والقضاء بالتالي على الشرعية الفلسطينية التي تمثل آخر فرصة لمشروع الدولة، فهل نعي ذلك؟

من يتظاهرون في مصر، أو الأردن، من أجل غزة، هم أنفسهم الذين تظاهروا من أجل رغيف الخبز، فما هو المطلوب، حرب أم اقتصاد متين؟ كيف تخوٌن الحكومات بسبب الاقتصاد، وبسبب تجنب الحرب؟

لا بد من هذه التساؤلات ليكون قرار الحرب والسلم مبنيا على منطق، واستعداد. فهل يعقل قتل كل هؤلاء الأبرياء لتحصل حماس على حق ادارة معبر رفح؟ ولماذا ترفض سورية عودة السلطة الشرعية الفلسطينية لإدارة معبر رفح؟

وأين انتحاريو إيران الذين قيل إنهم التحقوا بحملة نصرة غزة؟ وأين أفعال حسن نصر الله لا أقواله؟ ولماذا لا يقوم من ليست لديهم علاقة سلام مع إسرائيل بإغلاق المكاتب الإسرائيلية على أراضيهم، ويقطعون اتصالاتهم مع تل أبيب بدلا من لوم مصر؟

إذا طرحنا مثل هذه التساؤلات حينها سنعي أن الأمير سعود الفيصل كان محقا عندما قال قبل يومين إن المغامرات «أصبحت نكبة على العالم العربي في الاستعجال في دخول معارك لم يستعد لها، وأوصلتنا إلى ما أوصلتنا إليه من رعب ومن الخسائر التي أضعفت دولنا».

[email protected]