«عبد المعين» وكتائب «الممانعين»!

TT

مئات القتلى وآلاف الجرحى، وخالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس ـ من دمشق ـ يحذر إسرائيل، ويقول إن «حماس لم تفقد سوى الجزء اليسير من قوتها»، وكأني بمشعل هنا لا يعنيه من كل ضحايا غزة من الأطفال والنساء والرجال العزل سوى سلامة حماس، ولست أدري على أي مرتكز يستند مشعل في تحذيراته، وماذا عساه ينتظر لو كان لديه ما يفعله بعد دخول الحرب، على غزة، أسبوعها الثاني؟! ويتنبأ مشعل بأن إسرائيل لو اقتحمت غزة بريا سيكون هناك «شاليط» ثان وثالث ورابع، فهل يساوي أسر أربعة، أو خمسة من الجنود الإسرائيليين أثمان الكارثة التي ستحل بغزة وسكانها لو اقتحمها الإسرائيليون؟!

وأنا لا أعول كثيرا على كلام مشعل وتحذيراته لإسرائيل، ولا على حسابات حماس، إن وضعت في اعتبارها حدوث الذي لا يحدث، كأن تجر إلى ساحة المواجهة دولا ترفض سلفا أن ترهن قرارات حربها لأجندة حماس، وقائمة خياراتها، لذا فإن كل ما يحلم به العقلاء لإيقاف هذه الكارثة الإنسانية هو أن يتحمل المجتمع الدولي مسؤولياته لإنقاذ سكان غزة من كابوس الاقتحام البري، إذ إن فارق القوة بين شعب أعزل محاصر، وبين قوة عدوانية غاشمة آثمة سيخلف الكثير من المآسي والمعاناة والآلام، وإغفال توازن القوى في الصراع مع عدو لا يتورع عن سفك دماء النساء والأطفال والعجزة يعتبر استهانة بالدم الفلسطيني، فلأية حرب من الحروب اشتراطاتها واستعداداتها وحساباتها.

وكان أجدى بأولئك الذين يدقون طبول الحرب من مناضلي الفضائيات إدراك أن حال العرب اليوم كحال ذلك الطائر الهزيل الذي قيل له إن السماء ستطبق على الأرض، فاستلقى على قفاه رافعا ساقية ويديه ليمنع ارتطامها وهو يقول: «سأفعل ما بوسعي»، فليس في وسع العرب الذين انشغلوا عقودا ببعضهم أن يقدموا اليوم أكثر من الشجب والاستنكار وبعض شاحنات دواء وغذاء، يتساوى في ذلك المعتدلون ومن أطلقوا على أنفسهم مخاتلة لقب «الممانعين»، إلا إذا كان لقب الممانعة مشتقا من المثل الشعبي: «جبتك يا عبد المعين تعين لقيتك يا عبد المعين تنعان».

[email protected]