غزة .. الحل في يد أبو مازن

TT

المهم اليوم هو وقف العدوان الإسرائيلي وإنقاذ غزة، فالأوضاع باتت أكثر تعقيدا على الأرض في غزة، وكذلك سياسيا.

مقرّب من زعيم عربي أبلغني أن الإيرانيين يقولون «كنا منتصرين حتى الخميس الماضي، حماس صامدة، والسعوديون والمصريون يتعرضون للبهدلة التي نريدها، لكن ضعف حماس على الأرض كان مفاجئا لنا».

وفي الغرب من يقول إن ما تفعله إسرائيل في غزة يجنب أميركا والغرب مواجهة عسكرية مع إيران، وهناك من يبشر بأنه قد انتهى مشروع الدولة الفلسطينية وبالتالي تلحق غزة بمصر، والضفة الغربية بالأردن، وهو ما حذر منه مبكرا وزير خارجية مصر أبو الغيط .

وفي منطقتنا تطالب قطر وسورية بعقد قمة عربية، وتقول دمشق فلتكن القمة بمن حضر، بينما يقول بعض العرب إن حماس لا تسمع لنا، ولا تراعي الواقع، فما الذي بمقدورنا فعله تجاه إسرائيل أو المجتمع الدولي؟

أحد الوزراء العرب في نيويورك يقول «الوضع أصعب مما تتخيل». ومقرب من وزير آخر يقول «أشك ان يصلوا إلى شيء في نيويورك». وهذا يعني ان القمة العربية ستكون قمة شعارات فارغة، وتراشق بالكلمات، وتسجيل مواقف، وهو أمر لسنا بحاجة له.

بعد كل ذلك تبقى حقيقة واحدة وهي ان ضحايا ما يحدث اليوم هم أهل غزة، والقضية الفلسطينية برمتها. والسؤال: ما الحل؟

قناعتي أن الحل الوحيد هو بيد قيادات حماس، فمن الواجب عقد لقاء فلسطيني ـ فلسطيني عاجل بالقاهرة، تحت مظلة مصرية، تعترف فيه حماس بان الممثل الشرعي للفلسطينيين هو الرئيس محمود عباس، ويتم تشكيل حكومة وحدة وطنية، يخول فيها عباس حق التفاوض مع إسرائيل واتخاذ قرار وقف اطلاق النار، والصواريخ.

يترتب على ذلك أن يكون أبو مازن، ومعه المصريون، الضامن لحماس، ووقف اطلاق الصواريخ، ووجود مراقبين دوليين في غزة، وترتيب قضية المعابر وفق الاتفاقيات الدولية، وبعد ذلك تشرع السلطة، ولجنة عربية، لضمان جهد دولي يلزم اسرائيل بتحمل مسؤولية فظائع ما حدث في غزة، حتى ماليا.

قد يقول البعض إن ذلك يعني أن يرفع الرئيس الفلسطيني الراية البيضاء نيابة عن حماس، أو أنها دعوة مبطنة لاستسلام حماس، وهذا هراء، فما سمي بالنصر الإلهي لحزب الله في حرب 2006 لم ينه العدوان بل كانت نهاية ذلك العدوان بالنقاط السبع التي قدمها فؤاد السنيورة. بعدها خول حزب الله الحكومة اللبنانية التفاوض والمسؤولية، وعلى اثرها تراجع الحزب إلى ما خلف نهر الليطاني، وانتشر الجيش اللبناني لأول مرة منذ قرابة الثلاثين عاما بالجنوب، وتواجدت قوات دولية متنوعة الجنسيات.

حدث ذلك في لبنان رغم إعلان الحزب الإلهي انتصاره، ومن دون عقد قمة عربية، والمفارقة ان الحكومة اللبنانية حفظت ماء وجه حزب الله وقتها، وحمت لبنان وهذا الأهم، إلا أن الحزب قام بانقلاب بيروت في السابع من ايار. بينما اليوم يكون دور أبو مازن هو إنقاذ الفلسطينيين بعد انقلاب حماس في غزة، وهذا الحل لا يعني حفظ ماء الوجه لحماس، بل هو أكبر، انه يعني حفظ القضية الفلسطينية المهددة بشكل كبير، وخطير.

[email protected]