المثل الأعلى العنف والقتل!

TT

الصحف العالمية تقول في عناوينها الكبرى وبالأحمر والأسود الغليظ: القاتل طفل والقتيل أيضا.. القاتل لا يعرف كيف ينطق او يكتب كلمة قاتل.. القاتل الصغير يكذب أيضا..

انعقدت عشرات اللجان في كل المؤسسات العلمية والتربوية والأمنية والجنائية والنفسية والتليفزيونية والسينمائية تتساءل: لماذا وكيف قتل؟

رجال ونساء التربية والتعليم يقولون: لا شك أنها غلطة الأب وجريمة الأم.. فالطفل الذي لا يلقى توجيها من أحد هو طفل ضال.. والطفل الضال هو أول من يهتدي إلى الطريق الخاطئ والأسلوب الخاطئ والعنف..

فالطفل بريء والقاتل أبوه وأمه.. او القاتل الحقيقي هو الأم. إنها هجرت البيت لكي تعمل.. وتركت الطفل يتخبط في دنيا العنف الذي اقترفه الكبار في الصحف وفي كل وسائل الإعلام: الجريمة الفردية والجريمة الجماعية والحرب وهي أعظم الجرائم بين الشعوب وبعضها..

ويقول د. ارنج هانسير، أستاذ التربية المعروف: ان الذي وصل إليه الطفل هو النتيجة.. أما المقدمة فهي الإهمال من الأبوين واللامبالاة.. ان النتيجة البشعة دليل على ان الأبوين يفضلان الزوجية على الأبوة والأمومة.. ومن أخطاء هذا الزمان ان الأجيال الشابة تتقدم للزواج دون فهم لنتائج هذه العلاقة التي يحترمها المجتمع.. او يقدسها الدين.. لان معناها ان شابا قرر ان يعيش مع شابة أحبها او جذبته، ولم يفكر كثيرا في معنى ان يكون له طفل او أكثر. او انه فوجئ بالأطفال. فإذا جاء الأطفال قال هو، وقالت هي أيضا: إنها غلطة.. فالطفل ليس هو الغلطة وإنما الزواج هو الغلطة التي ترتبت عليها غلطات كثيرة.. أقصاها الجريمة.. وليست الجريمة ان يقتل طفل طفلا آخر.. وإنما الجريمة ان يكون الطفل ضالا ومستعدا لان يقوم بأي شيء..

أما الآباء فيقولون: بل هو التليفزيون الذي يعرض ما لا نهاية له من القصص البوليسية، السرقة والقتل والدم.. ورجال السينما يقولون: بل هناك ما هو أسوأ من الأفلام والمسلسلات.. هناك الكرتون.. حيث المعركة دائمة بين القط والفأر.. فالقط القوي الغاشم يحاول القضاء على الفأر ولكن الفأر هو الذي يتغلب في النهاية بالذكاء والحيلة.. فهذا الكرتون يغرس في أعماق الطفل: الكراهية.. والرغبة في الانتقام!