ليست جريمة طفل وإنما هم الآخرون! (3 ـ 3)

TT

هل الإنسان خير بطبعه أم هو شرير؟ هل الإنسان لا خير ولا شرير، ولكنه يصير كذلك؟ فما الذي يجعله كذلك؟ هل هو شرير بالفطرة أم بالتكوين..أو أن الظروف العائلية أو المدرسية أو الاجتماعية هي التي تجعله مجرما؟

من المعروف أن الطفل عنده استعداد لكل شيء.. ولكن الذي يثير فيه الحب والسلام والتسامح أبواه والمدرسة والتربية الأخلاقية والقومية في كل مكان حتى يصبح قادرا على أن يفكر وحده ويدير نفسه..

وكان استأذنا العظيم سقراط يقول: إن كل شيء موجود في أعماق الإنسان نحن نذكره فقط بما لديه.. بالخير والشر.. والحب والكراهية.. والعنف والرحمة.. والغطرسة والتواضع.. والكرم والبخل.. كل هذا موجود في أعماقه.. ونحن لا نعلم الطفل شيئا وإنما نحن نجعله يتذكر بالحوار.. بالحديث إليه.. بالتفاوض معه.. بالحسنى..

أما رجال الدين في بريطانيا فهم وجدوا صيدا ثمينا.. ورأوا في هذه الجريمة «العيالي» اكبر دليل على اختفاء الضمير الأخلاقي عند الأبوين والطفل.. فالطفل لم يشعر لحظة واحدة انه ارتكب جريمة.. أو انه في الطريق إلى ذلك. فمن الذي يقول له؟ يقول له صوت في أعماقه.. هو صوت الله.. صوت الدين هو الذي يقول له: حرام.. لا تقتل.. حرام أن تجعل طفلا آخر يبكي.. وتجعل أمه تحزن.. حرام أن تأخذ منه اللعبة.. أن تأخذ منه حياته!

ورجال الدين يقولون إنها ليست جريمة طفل.. بل هذا الطفل هو المجني عليه..أبواه والمدرسة والكتب والتلفزيون كلها تعاونت على تحويل الأصابع الناعمة الصغيرة إلى أنياب ومخالب.. فلينظر كل إنسان إلى يده وهي تشير إلى الطفل بأنه مجرم.. سوف يجد الأصابع الباقية تتجه إليه هذا هو العدل.. فالقاتل قد جعله المجتمع مجرما.. وهو لم يفعل أكثر من انه نفذ مشيئة الأكبر سنا!!

ويطالب رجال الدين بعودة العقاب الجدي للأطفال في المدرسة.. لا بد من توجيه الطفل بالقوة.. تماما كما نفرض الدواء المر على الطفل.. فلأنه صغير فهو لا يعرف ما الذي ينفعه وما الذي يضره..