أريد خطة إنقاذ لعائلتي

TT

خلال الأسابيع الماضية، راقبت أنا وعائلتي عن كثب تلك الأموال التي قُدمت من أجل إنقاذ العديد من الشركات أو تلك التي طلبتها الشركات منذ بداية الأزمة المالية، وبعد الكثير من المداولات مع محاسبينا ومستشارينا الماليين، توصلنا إلى أنه حتى نتجنب الوصول إلى مستوى أعلى من الركود ولتحسين الاقتصاد الأميركي، يجب على الحكومة الفيدرالية أن تعطى حزمة الإنقاذ المقبلة لنا بصورة مباشرة.

تقوم الحكومة الأميركية في الوقت الحالي بالنظر في عدد كبير من استراتيجيات الإنقاذ الاقتصادي، ومن بينها بعض الاستراتيجيات التي سوف تتكلف في النهاية ما يصل إلى 1.2 تريليون دولار، أي حوالي 4000 دولار لكل رجل وامرأة وطفل في الولايات المتحدة. وبناء على ذلك، فإنه بالنسبة لعائلة تتكون من عشرة أفراد مثل عائلتي (ثلاثة أبناء وثلاثة أحفاد وزوجتي وابنان)، فإنها سوف تحصل على 40000 دولار.

ولتقليل التكلفة الإدارية، فبدلا من كتابة 10 شيكات منفصلة، يمكن لوزارة الخزانة أن ترسل المبلغ كاملا إليّ، وحيث أني ربّ الأسرة، يمكن الوثوق في أنني سوف أتأكد من أن كل فرد في العائلة قد حصل على نصيبه. ونحن نستحق هذا المال لنفس الأسباب التي استحقت من أجلها الشركات الكبرى في وول ستريت ومصنعي السيارات الكبار الاستفادة من خطة الإنقاذ.

أولا، نحن لا نعتقد في الصدقات الحكومية، ومن الجلي أن ذلك هو أول مطلب لأي كيان ينوي الحصول على صدقة حكومية. وكما هو الحال مع المستفيدين المذكورين آنفا من أموال خطة الإنقاذ، فنحن لدينا وجود في السوق ولم نحصل من قبل على أموال فيدرالية. وفي الواقع، كنا نقول على مدى أعوام إن الحكومة يجب ألا تتدخل في الاقتصاد وأن عليها أن تتركنا وحدنا. وحيث أن الاقتصاد يواجه أزمة، فإننا من أوائل المستحقين.

ثانيا، سوف يكون للمال الذي ستحصل عليه عائلتي أثر إيجابي في الاقتصاد، فإذا حصلنا على حزمة إنقاذ كريمة، سوف يمكننا بالتأكيد من شراء سيارة جديدة أكثر توفيرا للوقود، وسنقوم أيضا بالالتزام بإنفاق الكمية كلها على بنود خدمية واستهلاكية لها حاجة كبرى سوف تحافظ على الكثير من الأنشطة التجارية الأخرى. فعلى سبيل المثال، سوف ندرس مخططاتنا لإعادة بناء الفناء الخلفي الموجود في المنزل، وسيكون لخطة التحفيز الاقتصادي التي سوف تقدم لعائلتي آثار بعيدة.

ثالثا، تقديم حزمة مالية سخية إلى عائلتي سوف يساعد على استعادة الثقة في الاقتصاد، فنحن نعيش في منطقتنا منذ أعوام عدة ولدينا دائرة كبيرة ومؤثرة من الأصدقاء والزملاء المهنيين. وقد سألنا الكثير من هؤلاء: كيف سيكون الوضع بالنسبة لهم إذا أعلنت عائلتنا إفلاسها؟ ودون استثناء، قال الأصدقاء الشخصيين وزملاء العمل أنهم سوف يشعرون بالقلق الشديد، وفي المقابل، أكدوا أننا إذا حصلنا على خطة إنقاذ فإنه سوف يزداد إيمانهم باقتصادنا وسوف يسعون للحصول على أموال من خطة الإنقاذ للحفاظ على مستويات إنفاقهم.

رابعا، سيسعد عدد كبير من الديمقراطيين والجمهوريين إذا تم تقديم دعم إلى عائلتنا، ولدينا أصدقاء في كلا الحزبين وقد قدمنا مساهمات إلى مرشحين من كلا الجانبين، وعليه، فإن الاستجابة بسخاء للصعوبات الاقتصادية التي تواجهنا سوف تفضي إلى دعم لكلا الحزبين.

وفي النهاية، أود التأكيد على أن عائلتي تتوقع أنها سوف تكون مسؤولة عن كل دولار، وبمجرد أن نحصل على شيك وزارة الخزانة الأميركية، سنقدم وعدا بإنفاق هذه الشيك بسرعة وبصورة فعالة خلال عام 2009 وسوف نوضح هذا الإنفاق في استمارات الضرائب الخاصة بعام 2010. نحن نعتقد بقوة في أن الاقتصاد سوف يتحسن خلال 12 ـ 18 شهرا.

* زميل في معهد إيست ويست الأميركي.. ومؤلف كتاب «القيادة عبر الصراع»

* خدمة «واشنطن بوست» خاص بـ«الشرق الأوسط»