المثل يقول الدهن في العتاقي!

TT

المثل الشعبي يقول: الدهن في العتاقي: أي أن الدجاجة الكبيرة هي التي لها دهن أكثر.. يوم كان الدهن لا يخيف أحدا، ويوم لم تظهر كلمة الكولسترول.. ومثل هذه العبارة لا تقولها إلا عجوز أو شيخ. وهو يقصد أنه وإن كان كبيرا في السن، فإنه لديه ما ليس لدى الشبان والكتاكيت من التجربة والفهم والقدرة على تذوق الحياة.

ولم يكن هذا رأي «العتاقي» عندما كانوا صغارا شبابا. فإنك تقول للفتاة الصغيرة: تزوجي ابن عمك إنه يحبك.. ويكون ردها: ياه ابن عمى؟ ده لما يكون الرجالة خلصوا من الدنيا.. ثم إنه أكبر منى! ويكون أكبر منها بسنتين ـ فهو إذن كهل.. إنها تريد من تحب أيا كان يكبرها بيومين أو شهرين!!

وإن كان للبنات آراء أخرى.. وهي أن تتزوج «العتاقي» لأن لديهم فلوسا.. فهي تعيش معه بالعافية سنة أو سنتين.. يتوكل بعدها ـ أي يموت.. وترث هي الفلوس وشقة على النيل.. وبعد ذلك تتزوج الشاب الذي تحبه!

وإن لم تتزوجه فإنها ترضى بالزواج العرفي.. زواج بلا أولاد ولكنه كله فلوس.. سنة.. سنتين.. وبعد ذلك تتزوج من تحبه من الشبان في مثل سنها!

والأمثلة على ذلك كثيرة في كل بلاد الدنيا.. وربما كانت الفتاة الأمريكية أو الأوروبية أسعد حظا. فإذا تزوجت رجلا كبيرا وضاقت بالحياة معه وهذا طبيعي، فلها نصف ما يملك بالتمام والكمال. أذكر أنني زرت صديقا مصريا غنيا يعيش في أمريكا.. ونحن نتناول طعام الغداء سألني: هل لاحظت؟

ـ أي شيء؟

ـ إن المقاعد أشكال وألوان والشوك والسكاكين..

قلت:لا والله..

ـ على كل حال يمكنك الآن أن تلاحظ.. ولم ألاحظ ولم أفهم. فقال: أنا طلقت زوجتي وأعطاها القانون نصف البيت.. نصف كل شيء.. ولو حاولت قتلها بسكين، لحكم القاضي باقتسام السكين بيني وبينها! قلت: والله كده أحسن.

ـ أحسن؟

ـ نعم أحسن.. وبعدين؟

ـ تزوجت.

ـ حمار!

وظهرت العروس كالقمر.. كاملة الأوصاف، فسألني: إيه رأيك.. جاوبني باللغة العربية..

قلت له: حمار..

ـ يعني إيه؟

ـ في الستين وتتزوج فتاة في العشرين؟!