مذلون مهانون.. هكذا يريدوننا دائما فهل نرضى؟

TT

الناس تسقط ميتة والمقاومون المجاهدون يرتفعون شهداءَ في سبيل طاعة الله وتقديم حقه فوق كل حسابات الربح والخسارة عند التجار عشاق فتنة هذه الدنيا.

منذ سنوات يا سادة، بالتحديد سنة 1416هـ (1996مـ)، وقف المسيو جاك شيراك ليقول بحنوٍّ بالغ: «لا بد أن يلقي حزب الله سلاحه» حتى يتوقف القصف الحيواني الغاشم الذي تصبه دولة الاحتلال؛ إسرائيل؛ على الجنوب اللبناني. هذا كان كلامَ أشدِّ الناسِ مودة للعرب ولبنان. دولة الاحتلال الدخيلة المعتدية تجمع السلاح عيانا بيانا من كل مكان، ويكون معها العذر كل العذر، وعلى الضحايا أن ينزعوا أسلحتهم ويجرموا مقاوميهم ليكفوا عن المقاومة! ما شاء الله! هذا يا سادة كان أكثر الكلام تعاطفا مع لبنان بعد مذابح الأيام الثمانية الأخيرة من ذي القعدة والأيام المدخل إلى ذي الحجة 1416 حين استمر القصف الصهيوني المسعور يقتل الأطفال الرضع، منهم طفلة عمرها ثلاثة أيام، والصبايا والأمهات الشابات والمدنيون أهل القرى العزل الذين لاذوا بقاعدة للأمم المتحدة، 18\4\1996، متصورين إمكانية حمايتها لهم من الحقد الأعمى للأبالسة والشياطين أعداء الله وعار البشرية الأنجاس الملوثين للأرض التي وصفها القرآن الكريم بـ«المباركة». ما أشبه يومنا الدامي في غزة ببارحتنا، فها هي المذابح تخزق الأعين وليس على المجتمع الدولي الغربي الأوروبي ـ الأمريكي سوى تلمس العذر لدولة الاحتلال الصهيوني التي، رغم بوارجها ومفاعلاتها وأسلحتها الفتاكة المحرمة دوليا، تعاني من شوكة صغيرة تقلق راحتها اسمها: مقاومة حزب الله وحماس! كأن أقمار المقاومة العربية ليسوا أصحاب حق مواز، وأكثر، لحق المقاومة الأوروبية والأمريكية التي تصدت لمحتليها وأعداء حقوقها. هذا هو عدلهم: لهم حق المقاومة ولنا الإجبار على إلقاء السلاح وأكل عناقيد غضب الغوريللا الصهيونية الغبية المتوحشة الهائجة لأننا لا نتركها تغتصبنا وتلتهمنا في خنوع وسكوت الموتى والحفريات!

كيف نرجو العدل من أيدي الجناة يا سادة؟

بلادنا تنتهك وأطفالنا يذبحون بحجة الذئب للحمل، بدعوى تأمين الاحتلال الصهيوني وتمكينه من الاحتفاظ بسرقاته ومواصلة غاراته متى شاء وكيف شاء وشاء له هوى كبار المجرمين واللصوص في الإدارة الأمريكية والاتحاد الأوروبي وتوابعهم، وحين تنهض مقاومة الناس للدفاع، تحت أي لافتة فكل مقاوم في سبيل الحق هو من حزب الله وحماس، يستحل ذلك المسمى المجتمع الدولي القذر ذبحها وإهدار دمها، مسترشدا بتعاليم الفلسفة اللادينية النفعية المنحطة التي تعتمدها أمريكا عقيدتها المثلى وتسود بها على العالمين. والمدهش أن البعض منا بدلا من أن يهتاجوا ضد المعتدين تسمعهم يسبون أنفسهم وأنفسنا في حالة مرضية مزرية من تعذيب الذات.

حين قال الشاعر حافظ ابراهيم:

أمن الحق أنهم يطلقون الـ

أسد منهم وأن تقيد أسدي؟

كان يعني سلطة الاحتلال الإنجليزي التي كانت تسجن وتنفي وتقمع أبناء وطننا المحتل، والآن أصبحت أمريكا هي سلطة احتلال الأرض كلها وهي لا تطلق الأسد منهم بل الكلاب المسعورة بينما كل أسود الوطن العربي والإسلامي في أقفاص الاتهام مكبلة بتهمة «المقاومة» بعد أن نعتوها «إرهابا». فهل نفتح أعيننا ونرى الحق حقا والباطل باطلا أم سيظل الحكم على حكمائنا وراشدينا وآلي البصر والبصيرة منا أن يرددوا وراء الإمام علي بن أبي طالب استشهاده ببيت الشاعر دريد بن الصمة (أخي هوازن):

بذلت لكم نصحي بمنعرج اللوى

فلم تستبينوا النصح إلا في ضحى الغد؟