ماذا يقول ذكور الأسماك للأنثى؟!

TT

أحد عشاق الحياة تحت سطح الماء ذهب إلى رأس محمد في سيناء ست سنوات متتالية غطس وصور وعاد بأجمل الذكريات إلى بلاده..

ولكن شيئا واحدا قد تحير في تفسيره، ولكنه لم يخبر أحدا بذلك.. بدأ عملية البحث عن الأسباب، ووضع احتمالات كثيرة. وكان يمضى الساعات تحت الماء عند الشروق وعند الغروب..أما الشيء الذي حيره فهو أن أحد ذكور السمك عند منطقة رأس محمد يذهب إلى أنثاه، وقد يقضى دقيقة يدور ويلف حولها.. ثم يعود في هدوء إلى بيته ويختفي تحت الشعب المرجانية.. وأحيانا يبقى هذا الذكر. لم يفهم هذا السلوك.. وقد ظل سنوات يتابع سلوك الذكر وسلوك الأنثى.. وانتقل من هذا النوع من الأسماك إلى أسماك أخرى.. فلم يجد لهذا السلوك نظيرا.

واقترب وصور الذكر والأنثى ورصد الرسائل الكهربية بين الاثنين.. وسجل الحوار الصوتي بين الذكر الذي يبدأ الحوار عادة.. وتكون البداية عالية، ثم ينخفض صوته حتى يتحول إلى همس.. وفي كل مرة تتكلم فيها الأنثى فإن الذكر يعود إلى حيث كان.. ولم يفهم العالم الكبير..

ولاحظ العالم الكبير أن الذكر لا يكتفي بالاقتراب والحديث وإطلاق الموجات الكهربية، بل إنه يضيف مادة كيماوية تقترب من الأنثى وأحيانا تسبقه إليها. ولعله بذلك يعلن للذكور الأخرى أنه هو الأسبق في الاقتراب وأنه يحتل المكان ويحاصره، ويحاصر الأنثى، فلا داعي للمعارك بين الذكور..

وترجم البروفسور كلارك كل ملاحظاته في ست سنوات واهتدى إلى هذه الحقيقة التي يجب أن يخجل منها كثير من الناس.. وهي أن الذكر إنما يجيء للأنثى ليعرف إن كانت مستعدة للقائه.. ليقوم بتلقيح البيض.. أو أنها قد اتفقت مع ذكر آخر أو أنه لا يملأ عينيها.. فإذا هزت ذيلها ورأسها وأطلقت ريقاً حلواً من فمها اقترب..أي أنه لا اغتصاب في عالم الحيوان!