بين مسمار جحا ومسامير بوش!

TT

الطرفة الشعبية الشهيرة تشير إلى أن جحا باع داره، واستثنى من البيع مسمارا في الحائط، كان سببا في تحويل حياة الساكن الجديد إلى نكد دائم، خاصة حينما وظف جحا المسمار في الكثير من الاستخدامات السيئة، حتى كره الساكن الجديد البيت بأكمله. والأمر يشبه إلى حد ما فعله بوش بخلفه أوباما، إذ أن بوش سيترك في البيت الأبيض عشرات المسامير التي يمكن أن تقض مضجع الساكن الجديد، وتنكد عليه حياته، فما سيرثه أوباما عن بوش يعتبر الإرث الأسوأ في تاريخ أمريكا الرئاسي، حيث سيغادر بوش البيت الأبيض تاركا خلفه حاشية من الكوارث الاقتصادية والعسكرية والسياسية والاجتماعية التي لو انشغل بها العطار أوباما طوال فترة رئاسته لما استطاع إصلاحها، ناهيك عن الخدوش والشوائب التي اعترت صورة أمريكا في عيون العالم، والتي تتطلب أن يقضي أوباما العمر في مسحها وتلميعها!

البيت الأبيض الذي سيدخله أوباما بعد أيام ليس البيت الذي حلم به، وليس البيت الذي استقبل من قبله ثلاثة وأربعين رئيسا، فهو اليوم بيت تسكنه الهموم، ويهجره النوم، وتقض سكينته حوانيت القلق التي فتحها بوش، ولن يكون بمقدوره أن يغلقها قبل الذهاب إلى مزرعته في تكساس.

جنود أمريكا المبعثرون على خارطة العالم في مغامرات بوش المتعثرة كيف يمكن لأوباما إعادتهم إلى حضن بلادهم من دون أن يخدش كبرياء أمريكا؟!

كارثة أمريكا الاقتصادية كيف يمكن معالجتها من غير أن تفقد الولايات المتحدة نفوذها الاقتصادي العالمي، وزعامتها الأحادية؟!

مصداقية أمريكا في مجال حقوق الإنسان كيف يمكن استعادتها، وقد عبث بوش بكل إرث أمريكا الهائل في هذا المجال؟!

حبال الود الأمريكية المقطوعة مع الكثير من شعوب الأرض كيف يمكن وصلها وقد جعل بوش المسافة بين أمريكا وبين الآخرين قفارا؟!

لقد ترك بوش إلى جانب كل ذلك عددا من المسامير في البيت الأبيض، علق عليها الكثير من القضايا الشائكة بلا حلول، ومن هذه القضايا: العراق، أفغانستان، فلسطين، إيران، معتقلات غوانتانامو، وغيرها من القضايا التي تجعل شبح فشل بوش ساكنا دائما في البيت الأبيض، يقض مضاجع السكان الجدد، ويسرق أحلامهم في الرئاسة والأضواء ونشوة الانتصار.

[email protected]