هل نقول وداعا لمنتدى جدة الاقتصادي؟!

TT

حينما أسافر إلى أي مدينة من مدن العالم، فإن أول ما يلفت نظري، الفعاليات الثقافية والعلمية والاقتصادية، على أجندة أيامها، فوجود مثل هذه الفعاليات ونوعيتها، مؤشرات صادقة على رقي المدينة ومستويات العيش فيها، والعكس بالعكس. ولذا ظللت، في دواخلي، أحتفي بكل نشاط يقام في مختلف المدن السعودية، متمنيا أن يكون لكل مدينة منتدى رئيسي يميزها، كأن يكون لأبها منتداها السياحي، ولتبوك منتداها الزراعي، ولمدينة ظهران منتدى يختص بالطاقة، وهكذا، وأن يكون لهذه المنتديات حضورها العالمي، وانعكاساتها الإيجابية.

ومن هذا المنطلق، كنت شديد الاحتفاء بمنتدى جدة الاقتصادي، الذي ارتقى - رغم عمره القصير - إلى أن يكون أهم منتدى في مجاله في منطقة الشرق الأوسط، واضعا مدينة جدة في عيون العالمـ باستضافته قيادات اقتصادية وسياسية لها ثقلها العالمي، وبما اتسم به من مناخات تتسم بسعة الأفق واستشراف الغد. وينتابني هذه الأيام شعور بالإحباط، وأنا أقرأ ما تكتبه الصحف، ويتداوله الناس عن تعليق أو تأجيل أو إلغاء هذا المنتدى، ولا أكاد أصدق أننا نفرط بهذه السهولة في عمل أعده من أهم منجزاتنا الوطنية ذات البعد العالمي، وأنا هنا أهيب بغرفة جدة التجارية الصناعية بقيادة رئيس مجلس إدارتها الرائع صالح التركي أن لا تلين قناتها، وأن لا نستسلم للمعوقات التي تصاحب مختلف المشروعات الناجحة، فالمحافظة على استمرارية هذا المنتدى، الذي هو من أبرز مكتسبات الغرفة، ومن أهم منجزاتها، هدف يفترض التشبث به والإصرار عليه، خصوصا أننا نعيش مناخات دافعة ومشجعة للمزيد من المنافسات الإيجابية، بين غرفنا التجارية، في ظل قيادة واعية، تدرك أهمية مثل هذه المشروعات، وانعكاساتها على صورة الوطن في أعين العالم.

خسارة حقيقية أن تفقد جدة أهم منتدى في تاريخها الحديث، خسارة أن ينسل أهم منجز لغرفتنا التجارية الصناعية من بين أعيننا كشعاع ضوء، وخسارة أن تطل علينا أيام المنتدى، ولا تحتفل هذه المدينة، كعادتها، بصفوة العقول الاقتصادية، تأتيها من الشرق والغرب.

منتدى جدة الاقتصادي تأجل، علق، ألغي... تعددت المفردات، والمؤشرات واحدة، وهي أن الرياح تجري بما لا تشتهي سفن المنتدى.

خسارة أن نقول وداعا.

[email protected]