خطف ما في يدك وفمك: عادة قديمة!

TT

من أشهر أحداث القرصنة في العصور القديمة خطف يوليوس قيصر. فقد كان في نزهة عند بحر إيجة عندما هاجمه القراصنة، وطلبوا فدية مقدارها 12 تالنت؛ فتضايق يوليوس قيصر، لأن هذه الفدية إهانة له، وأنه يساوى أكثر؛ فاقترح عليهم أن يطلبوا خمسين؛ فجاءتهم الفدية، وعاد يوليوس قيصر، وأنشأ أسطولا لمحاربة القراصنة. واستطاع في ثلاثة أشهر أن يقضي عليهم في هذه المنطقة. ولكن مجلس الشيوخ فوض يوسي أن يتولى القضاء النهائي عليهم؛ فأصدر القانون الشهير (لكسي جابيني)، أي ما يعرف بقانون الخاطفين.. واستطاع في ثلاثة أشهر أن يقضي على كل نشاط للقراصنة.

ومن المعروف تاريخيا أن كل الموانئ في العالم كانت هدفا للقراصنة: أوروبا وأفريقيا وأمريكا الجنوبية..

ومن أشهر الحوادث، الاستيلاء على سفينة، حتى يستجاب إلى مطالب الخاطفين. المقاومة الفلسطينية خطفت سنة 1985 الباخرة (اكيلى لورو)، حتى يتم الإفراج عن المعتقلين الفلسطينيين، ولكن إسرائيل رفضت؛ فما كان من المقاومة إلا أن قتلت أمريكيا يهوديا، وألقوا بجثته في البحر المتوسط!

وفي سنة 1992 خطف اليابانيون إحدى السفن وطلبوا فدية، ولكن أحدا لم يستجب؛ فتركوا السفينة المختطفة المسماة (نعمة المحيط) ترتطم بالسفينة (روح نجاساكى)؛ فاشتعلت السفينتان.. واحدة احترقت بكل من فيها في أسبوع، والثانية احترقت في ستة أسابيع.

وخطف ما في يد الغير سببه الحقد.. والحقد قديم.. خطف ما في يدك أو ما في جيبك، أو ما في فمك.. وليست القرصنة إلا خطفا لما في يد الأغنى والأقوى طلبا للمال. إنه الحقد القديم.. إنه الطمع.. إنه الخروج على القانون.. وقد ظلت القرصنة أكثر من عشرين قرنا.. ولا تزال في آسيا.. والسبب واحد.