ما دام هناك (كفيل) فكل شيء ممكن!

TT

كل آمال وأحلام العرب، جماعة أو متفقين: وقف إطلاق النار فورا.. عودة القوات الإسرائيلية إلى ما كانت عليه قبل العدوان.. وفتح المنافذ للطعام والشراب والدواء والكهرباء.. العودة إلى المفاوضات والترحم على روح أنور السادات.. وهذه الرغبة الأخيرة من عندي أنا!

وكلها آمال وأحلام معقولة..

ولكن أين (الكفيل).. أي لا بد من (آلية) تكفل الأوضاع لكل هذه المطالب، وأن تكون لها قوة الأمم المتحدة..

فهل تنسحب إسرائيل من دون أن يكون لذلك مقابل.. وهذا المقابل يتولاه الكفيل.. وفتح المنافذ لا بد لها من كفيل يفتح ويغلق ويفتش على كل ما ينقل من الشمال إلى الجنوب.. والإسعافات الأولية، أي إنقاذ المرضى ونقلهم من فلسطين إلى مصر والعكس. لا بد من كفيل يكون وحده المسؤول، ويكون قادرا على تنفيذ القوانين. أما قوانين بلا آلية تحميها، فكلام فارغ. فما معنى القانون؟ القانون معناه حق تحميه قوة، والقوة عند الكفيل، والكفيل له قوة وسلطة احترام الأمم المتحدة..

وواضح أن سوء الظن هو القاعدة التي تحكم الطرفين، فإسرائيل لا ثقة لها في فلسطين ولا في العرب جميعا بما فيهم مصر. فمصر متهمة بأنها هي التي حفرت الأنفاق بينها وبين فلسطين، لإدخال كل أنواع الأسلحة، وكل أنواع المخدرات.. أما عدد الأنفاق التي فتحتها مصر فعشرات، أما الأنفاق التي فتحها الشعب فأكثر من ألف!

ولو أمسكت مصر المصحف وحلفت عليه، فلن تصدقها إسرائيل، رغم التطبيع والأحضان والقبلات، ولكن زيارة واحدة للرئيس أوباما إلى إسرائيل في طائرة مع وزير الدفاع باراك ووزيرة الخارجية ليفنى، لكي يتفرج على إسرائيل الصغيرة والأعداء من كل جانب، قادرة على إقناعه أكثر من المظاهرات والهتافات والمفخخات في كل مكان. انظر إلى صورة الثلاثة في أحدث أعداد مجلة «نيوزويك»، فإن لم يكن هو الكفيل فالأمم المتحدة!!