.. وستفتح لك الدنيا أبوابها!

TT

«لا تجيء على الأرض

كمستأجر بيت

أو زائر ريف وسط الخضرة

ولتحي على الأرض

كما لو كان العالم ملك أبيك»

هذا الغيث سكبه شعرا من تلال الروح ذات إبداع الشاعر التركي ناظم حكمت، يهطل عليك فتشعر أنك تلامس السماء، متحررا من القيود، تحس أن كلماته تعانق في دواخلك بيتا عتيقا لإيليا أبو ماضي سكنته روحك مذ كنت صغيرا على مقاعد الدراسة:

«كم تشتكي وتقول إنك معدم

والأرض ملكك والسماء والأنجم».

قد يتملكك الإحساس بأن الكاتب البرازيلي باولو كويليو قد أصغى السمع له حينما قال: «إن الإنسان يعيش لكي يسافر، وكل ما يجب عليك فعله أن تسافر وستفتح لك الدنيا أبوابها».

ثمة شعر ينبت لك أجنحة، فتمتطي صهوة قلبك، وتسرج فتيل وجدك، وتسدل زمام روحك لتصعد، وقد أدركت أن الحزن قزم قادر على الركض، لكنه عاجز عن الطيران.

ثمة شعر أشبه بـ«روشتة» سعادة، كتبها أشخاص متمردون على أحزان الدنيا، تضع خطاك في حذائهم، وتصفع الأرض بقدميك، وتمشي، وقد وعيت بأن الأرض تدور، والزمان يدور، حتى الحزن يدور أيضا، فهذا الطائر الجوال لن يقضي العمر داخل قفصك الصدري.

ثمة شعر يجعلك تلملم شظايا خاطرك المكسور، وتنصب رأسك سارية لا تنحني للريح، وقد أشرعت قلبك موانئ تغري عصافير الفرح بالقدوم.

هذا الشعر الإنساني الحافز، الداعم، والدافع على تحقيق التوازن النفسي في مواجهة إحباط العصر، وشرور البشر، يمكن أن يسهم كالرسم، والموسيقى في علاج الكثير من أمراض النفس والروح والوجدان، كما يمكنه أن ينبت الكثير من السنابل..

«يا دامي العينين والكفين

إن الليل زائل

لا غرفة التوقيف باقية

ولا زرد السلاسل

نيرون مات، ولم تمت روما..

بعينيها تقاتل!

وحبوب سنبلة تجف

ستملأ الوادي سنابل».

ويغلق درويش قصيدته، وتتأمل من بعده بوصلة الشعر، فتذرف الدمع على الشعر الذي كان ديوان العرب، كيف غدا اليوم في سوق النخاسة سبيا.

[email protected]