تسقط نظرية «كلب حي أحسـن من سبع ميت»!

TT

نظرية «كلب حي أحسـن من سبع ميت»، نظرية قديمة ودائما يقف أصحابها ليجادلوا بالباطل ليدحضوا به الحق، ونستعيذ منها بقوله تعالى: «الذين قالوا لإخوانهم وقعدوا لو أطاعونا ما قتلوا قل فادرؤوا عن أنفسكم الموت إن كنتم صادقين». الذي أهتم بقوله هو اليقين بأن ما أكدته البنت ليفني، في عقر دارنا، بأنهم سيغيرون «الحقيقة» على الأرض هو أمر مستحيل ولن يحدث أبدا مهما تزورت الخرائط وفرحت هي وعصابتها السفاحة بما أوتوا، فسـوف تأخذهم البغتة فإذا هم مبلسون وعندها ستعلو صرخاتهم: يا ويلتنا ما أفدح انتصارنا!

المقاومة فطرة إنسانية، بل هي فطرة في خلق الله أجمعين، أجل: وهي في ذاتها انتصار! هي وسيلة لدفع الظلم والجور والعدوان وهي حق للمستهدف الذي يتربص به اللصوص، هذا كلام من البدهيات ولذلك أنا لم أفهم منطق السيد محمود عباس حين قال، وآلة البغي الصهيونية تجزر أهله المرابطين على أرضهم، «المقاومة ليست هدفا في حد ذاتها»، وكان الأولى به أن يتوجه إلى مجرمي الحرب المعتدين المحتلين ويقول لهم: لا يجوز أن تكون إبادة الشعب الفلسطيني هدفا مستمرا لكم لكي تستشعروا الأمان، فلن يتحقق لكم الأمن إلا بإعادة الحق إلى أصحابه ، ولن يسود السلام العزيز المرجو بين السارق والمسروق إلا بإعادة المسروقات إلى أهلها المسروقين، أما ذبح الأطفال والنساء والولدان وكل هذا التوغل الفاجر في دماء الضحايا الشهداء فلم ولن يؤد إلا إلى فضيحتكم أمام العالم وكشف حقيقتكم الإرهابية المتوحشة التي حاولتم إخفاءها طويلا، وقد عرف الناس الآن من الذي يهدد من؟ ومن الذي يدك ويبطش ويسحق بسطوة أسلحة محرمة وعتاد ترسانة دمار شـامل تصدقت به عليهم إدارة أميركية مخبولة مهووسة بإراقة الدماء. كان واجب أبو مازن أن يرى نفسه مذبوحا بيد هؤلاء الذين طالما ربتوا على كتفه وأخذوه بالأحضان والقبلات ليستدرجوه ويورطوه في وهم سلام يحقق لهم التسلح التام للبغي والعدوان ويسلب الضحايا الحق في المقاومة، الحق الذي نصت عليه الآية رقم 39 من سورة الشورى: «والذين إذا أصابهم البغي هم ينتصرون».

أي نعم صمدت المقاومة دفعا لوصمة الرضوخ لمذلة: «كلب حي أحسن من سبع ميت»، ولأن الحقيقة، التي لن تغيرها المذابح، هي أن السباع وأشـبالها نالت شـرف الشهادة وكل من قبل المذلة والهوان ينتظره الموت عاجلا أو آجلا. وصدق الله العظيم القائل في سورة إبراهيم آية 46 و47: «وقد مكروا مكرهم وعند الله مكرهم وإن كان مكرهم لتزول منه الجبال. فلا تحسـبن الله مخلف وعده رسله إن الله عزيز ذو انتقام».