بنو إسرائيل لا يقرأون التاريخ

TT

يبدو أن فكرة قتل الأطفال والشيوخ والنساء، وانتهاك الحرمات، تجرى فى دماء يهود فلسطين، ويبدو أنها أصبحت جزءا من العقيدة المزيفة لهؤلاء القوم الذين ابتلينا بهم في وطننا.

وعندما نتحدث عن العقيدة اليهودية، لا نقصد بذلك الديانة التي لم يتركوها في حالها هي أيضا، بل زيفوها ووضعوا فيها كل سمومهم الموجهة ضد الإنسانية كلها. حتى المبادئ البراقة التي نسمعها من أكبر دول العالم، مثل أمريكا ودول أوروبا، للرقى بالحريات الشخصية ونبذ مبادئ التفرقة والعنصرية والتعصب الديني والعرقي. نجد أن الدولة الوحيدة في هذا العالم التي تضرب عرض الحائط بكل هذه المبادئ هي إسرائيل، ويمارسون التفرقة العنصرية والمذهبية بأبشع صورها. ونحن ماذا نفعل؟ نغضب ونَسُب ثم نتشابك مع بعضنا بعضا. ويتهم الأخ أخاه، والكل يلقى بالمسئولية على الآخر، وأصبحت فلسطين عارنا! وأخشى أن نقتل نحن فلسطين، لنتخلص من هذا العار!!

والشيء الوحيد الذي تعلمه الإسرائيليون من التاريخ هو سلوك الطغاة وأساليب التعذيب حتى أصبحوا فنانين في هذا المجال. ففعلوا بالفلسطينيين ما فعله من قبل فرعون موسى وسرجون باليهود، الذي قتل أكثر من نصفهم، وسبى إلى بابل النصف الآخر؛ ليستعبدهم هناك، لتآمرهم وخروجهم عن طاعته.

والتاريخ يعلمنا دروسا كثيرة؛ أولها أن ما من أمة استطاعت أن تمحوا أمة أخرى وتحل محلها. سواء كان الصراع بينهم صراعا دينيا، عرقيا أو ديموغرافيا، كالصراع على الأرض مثلا. وعلى الرغم من أن المهاجرين البيض إلى القارة الأمريكية كانوا الأكثر عددا والأكثر تقدما في السلاح والفكر، فإنهم لم يستطيعوا القضاء نهائيا على الهنود الحمر (السكان الأصليون للأرض) رغم بدائيتهم وتفرقهم في قبائل مختلفة تتحدث لغات شتى. ورغم الصراع المرير الذي استمر لسنوات طويلة بين المهاجرين البيض والهنود الحمر، ورغم قيام دولة الولايات المتحدة الأمريكية، ما زالت هناك بعض القبائل الهندية البدائية التي تمارس عاداتها ولغاتها. الأمر نفسه ينطبق على القارة الأسترالية وما حدث من جرائم ضد السكان الأصليين هناك، وكذلك ما فعله الاستعمار الأوروبي في بلاد أفريقيا الفقيرة.

وإذا عدنا إلى التاريخ القديم نجد دروسا هامة يجب أن نعيها ونفكر فيها بعمق.

منها، هل استطاع فرعون وجنوده القضاء على بني إسرائيل في مصر؟ وهل انتهت سلالتهم بعد أن تم سبى ما تبقى منهم بأرض فلسطين إلى بابل؟ ليت اليهود يتعلمون من التاريخ! وليتنا نحن نعي الدرس الآخر! وهو أن ما من أمة هلكت إلا بفعل عملها، فعوامل انهيار الأمم دائما ما تأتى من داخلها، وقد تساعد عوامل خارجية على الإسراع بفناء هذه الأمم، التي بدأت بذور انهيارها من داخلها. فلننبذ الفرقة بيننا، وننحي خلافاتنا، ونواجه عدونا، ولنتذكر جميعا أننا لم نكن لنسترد شبرا واحدا من أرض سيناء من براثن هؤلاء، لولا وقوفنا جميعا يدا واحدة ضدهم، واستعدادنا لهم.

إن الكلمات والصياح في الميكروفونات لن تعيد الأطفال، ولن تزرع الزيتون في أرض يحتلها الشيطان. ليتنا نقرأ التاريخ...

www.guardians.net/hawass