قصص من لونغ وورث

TT

في اليوم الأول في الكونغرس، أوصلني المصعد إلى الطابق الخامس من مبنى لونغ وورث في مجلس النواب، حيث، كما توقعت، خرجت الأطراف تحتفل بانتصاراتها في انتخابات نوفمبر (تشرين الثاني) الصعبة.

ولا تجد في الطابق الخامس في لونغ وورث أجنحة فسيحة يحتلها رؤساء اللجان وكبار أعضاء المجلس، ولكن يوجد في المكاتب الضيقة هنا أعضاء جدد، يسحبون أرقاما من اليانصيب ويحاولون الحصول على مكاتب قريبة من المصاعد، ولكن في اليوم الأول، يختلط الأصدقاء والأسر الذين جاءوا لمشاركة الأعضاء الجدد اليوم الأول في عملهم الجديد، ويجتمعون مع رفاق من ولايات أخرى يفعلون الشيء نفسه. إنه يوم رائع، وتذكرة بكل الجهد والتضحية التي تطلبها الفوز بمقعد في مجلس النواب لأول مرة.

ولكل عضو جديد قصته الخاصة، ولكن والت مينيك أكثرهم استثناء، فمن جانب، هو ثاني ديمقراطي يصل إلى مقعده في مجلس الشيوخ منذ 42 عاماً، وهو أول ديمقراطي يأتي إلى واشنطن من ولاية إيداهو الجمهورية منذ 14 عاماً. ومن جانب آخر، هو يكبر الأعضاء الجدد الآخرين سنا بفارق كبير، حيث يبلغ من العمر 66 عاما، ولكنه شارك في ماراثون بوستون حتى نهايته في العام الماضي. وأخيرا، فإنه آخر عضو في فريق موظفي البيت الأبيض في عهد نيكسون يفوز في انتخابات الكونغرس. وقد استقال في احتجاج فوري بعد «مجزرة ليلة السبت»، عندما أطاح ريتشارد نيكسون بوزير العدل ليفصل أرشيبالد كوكس من منصب المحقق الخاص في ووترغيت.

وقد أخبرني مينيك أنه كان قد جاء لتوه من الجيش، عندما اقترح عليه زميل من كلية القانون في هارفارد، الذي كان يعمل في البيت الأبيض، أن يتقدم بطلب شغل وظيفة خالية في فريق موظفي نيكسون. ولم يكن قد بلغ 30 عاما، وكان يعمل في الظل في قضايا مكافحة المخدرات عندما وقعت حادثة ووترغيت. وقال: «أدركت أنني لست مرتاحا للعمل مع هذا الرئيس. لذا، أصبحت ثاني موظف في البيت الأبيض يقدم استقالته».

وقد اختار مينيك، المولود في شرق واشنطن والمحب للأماكن المفتوحة، بويسي ليقيم فيها، وانضم للعمل في شركة منتجات الغابات، وأصبح رئيسا لها في النهاية. وبعد ذلك، بدأ مشروعا زراعيا ناجحا.

ثم جاءت السياسة. وفي عام 1996، استعان به السيناتور بوب كيري من ولاية نبراسكا، الذي كان في ذلك الوقت رئيسا للجنة حملة مجلس الشيوخ الديمقراطية، من أجل خوض الانتخابات أمام السيناتور الجمهوري لاري كريغ. ويروي مينيك: «كنت مستقلا وأخبرته أنني أريد أن أخوض الانتخابات كمستقل. ولم يكن لديه مشكلة في هذا، ولكن اتصل بي سيسيل أندروس (حاكم إيداهو ووزير الداخلية الأسبق)، وقال إنه إذا كانت هذه هي خطتي، فسوف يختارون ديمقراطيا آخر ليخوض الانتخابات ضد كريغ، وهذا يجعلني الثالث. لذا، في تلك اللحظة أصبحت ديمقراطيا». ولكن ما زال مينيك يرى أنه الشخص الذي يقف عند حدود الحزب. في الخريف الماضي، وجد أن سكان إيداهو «يشعرون بضجر بالغ بسبب النزعات الحزبية في واشنطن» لدرجة أن رسالته وجدت لديهم صدى. وقد استفاد من وقوفه ضد جمهوري مناصر لحزبه بشدة، وهو العضو بيل سالي، الذي كان يتعارك حتى مع الجمهوريين الآخرين، ويحمل واحدا من أكثر السجلات المحافظة في مجلس النواب. وأخبرني مينيك بقوله: «لقد كانت حملتي كلها تستهدف الجمهوريين الذين من الممكن إقناعهم. وقد أنهى مينيك حملته، التي زودها بـ 900000 دولار من أمواله الخاصة، بسلسلة من الإعلانات التي يقول فيها لسكان إيداهو: «لقد كنت جمهوريا طوال حياتي، ولكني سأنتخب والت مينيك». لقد نجحت الحملة، ولكن بالكاد، وفاز مينيك بأقل من 51 في المائة من الأصوات. وهذا يعني بالطبع أنه سيكون في أعلى قائمة أهداف الجمهوريين في عام 2010. ويقول مينيك: «لقد أخبرني كريس فان هولين أنني أصبحت نائبا عن الدائرة رقم 14 في أكثر المناطق الجمهورية في البلاد، وأن الـ 13 مقعدا الأخرى يحتلها جمهوريون. لذا يريدني أن أعود إلى البيت في نهاية كل أسبوع». ويتبع مينيك الأوامر. وقد حصل على شقة صغيرة في كابيتول هيل، بينما ظلت زوجته وأولاده في بويسي. ويقول إنه مستعد لأن يظهر لناخبيه أسلوبا مختلفا من التمثيل في الكونغرس، لا يتسم بالتعصب الحزبي. وقد انضم لمؤتمر بلو دوغ للديمقراطيين المحافظين، وفي يوم الافتتاح، اشترك مع العضو الجمهوري مايك سبنسون، من دائرة انتخابية مجاورة، في تأييد مشروع قانون لحماية المناطق البرية في إيداهو.

إنها قصة واحدة من بين العديد من القصص، وهذا يجعل الطابق الخامس من لونغ وورث في اليوم الأول مكانا يستحق الذهاب إليه.

* خدمة «واشنطن بوست»

خاص بـ «الشرق الأوسط»