هل ستشهد إيران مفاجآت خلال الانتخابات الرئاسية المقبلة؟

TT

يتحدث مقربون من رئيس الوزراء الإيراني السابق مير حسين موسوي عن قرار الأخير بخوض الانتخابات الرئاسية المقبلة، المقرر إجراؤها في 12 حزيران/ يونيو المقبل في إيران، بعد حوالي عشرين عاما من العزلة السياسية وعدم الخوض في السياسة والاكتفاء بالتدريس في الجامعة وعضوية لجان ثقافية مثل المجلس الأعلى للثورة الثقافية ومجمع تشخيص مصلحة النظام وكرئيس لمعهد الفنون الثقافية.

ويعتبر موسوي من الشخصيات النزيهة في إيران، حيث قاد إيران أيام الحرب العراقية الإيرانية التي دامت ثماني سنوات، دون أن يشعر المواطن بالعناء ومصائب ومشاكل الحرب، ولهذا السبب يحظى موسوي بشعبية كبيرة بين مختلف طبقات الشعب الإيراني. ومعروف عنه في الأوساط الشعبية، بأنه لم يستغل منصبه أيام توليه رئاسة الحكومة للإثراء علي حساب الشعب الإيراني، بل إنه عاش حياة عادية كالمواطنين الآخرين.

ولد مير حسين موسوي عام 1941 في محافظة أذربيجان الشرقية (شمال غربي إيران)، ويحمل شهادة الماجستير في الهندسة المعمارية، ويجيد اللغتين الانجليزية والعربية، وحظي بدعم آية الله الخميني خلال توليه منصب رئاسة الوزراء في الثمانينات من القرن الماضي.

بدأ مير حسين موسوي حياته السياسية قبل الثورة الإسلامية في إيران، وتولى بعد الثورة منصب رئيس تحرير صحيفة جمهوري إسلامي أول صحيفة ثورية صدرت بعد الثورة، وكانت ناطقة باسم حزب جمهوري إسلامي، وهو أول حزب إسلامي في إيران يقوده زعماء الثورة مثل آية الله محمد حسين بهشتي وسيد علي خامنئي / المرشد الحالي للجمهورية الإسلامية / وأكبر هاشمي رفسنجاني / رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام ورئيس مجلس الخبراء. واشتهر موسوي بمقالاته النارية التي دافع فيها عن الثورة في وجه الجماعات التي حاولت الوقوف في وجه النظام، مثل جماعة مجاهدي خلق وفدائيي خلق، وكان نائبا للأمين العام لحزب جمهوري إسلامي الذي حل في الثمانينات. وقد تولى موسوي رئاسة الوزراء في ثاني حكومة تشكل بعد الثورة بعد حكومة مهدي بازركان أول رئيس وزراء في إيران بعد الثورة.

بعد الحرب العراقية الإيرانية، انتخب الرئيس الإيراني السابق أكبر هاشمي رفسنجاني رئيسا للجمهورية، وهذا ما دعاه إلى تعديل الدستور الإيراني وإلغاء منصب رئيس الوزراء.

ولم يقبل مير حسين موسوي تولي أي منصب في ظل حكم رفسنجاني والرؤساء الذين جاءوا بعده، واكتفى بعضوية عدة لجان ثورية، وظل يعمل في مجال اختصاصه أستاذا جامعيا. ويعتبر موسوي من المهندسين المعماريين المشهورين في إيران، كما أنه يعد من الرسامين المعروفين، وأقام عدة معارض للرسم والتصوير الفوتوغرافي في العاصمة طهران، ضمت أعماله المعمارية ورسومه الفنية.

اختار الابتعاد عن عالم السياسة بعد إنهاء ولايتين متتاليتين في تصديه لمنصب رئاسة الوزراء كل منها أربع سنوات، واكتفي بالإدلاء بتصريحات حول الأحداث السياسية المهمة التي شهدتها إيران خلال الأعوام الماضية.

من أهم المواقف السياسية التي اتخذها خلال الأعوام الأخيرة، استنكاره قرار القضاء بإغلاق العديد من الصحف، وخاصة الصحف الإصلاحية، وإدانته لحكم الإعدام الصادر بحق الشخصية الإصلاحية هاشم أغاجري. رفض الترشح لخوض الانتخابات الرئاسية بعد انتهاء ولاية الرئيس الإيراني السابق أكبر هاشمي رفسنجاني عام 1978 رغم الجهود الحثيثة التي بذلها العديد من أنصار الرئيس الإيراني السابق محمد خاتمي لإقناعه خوض الانتخابات الرئاسية مما أفسح المجال للرئيس الإيراني السابق محمد خاتمي لتحقيق فوز ساحق في الانتخابات الرئاسية عام 1997.

يقول أحد المقربين من مير حسين موسوي إن رئيس الوزراء الإيراني السابق، يرى أن الظروف مواتية لكي يترشح للانتخابات الرئاسية القادمة، خاصة أن إيران تمر بظروف صعبة، تتطلب من المخلصين أن يشمروا عن سواعدهم ويتحملوا المسؤولية من أجل إنقاذ البلاد.

يقول محدثي إن موسوي يدرس حاليا الأوضاع بدقة، وقد طلب من العديد من الخبراء والمستشارين أن يعدوا له تقارير عن الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية من أجل دراستها، وإذا ما رأى الأوضاع تتطلب خوض الانتخابات الرئاسية، فإنه سيدخل المعترك السياسي دون الاكتراث للتيار المحافظ الذي لن يرحب بالمرشح الجديد الذي سوف يخطف الأضواء من مرشحه للرئاسة، سواء كان الرئيس الحالي محمود أحمدي نجاد أو أي مرشح آخر.

ويقول عارفون بالشأن الإيراني، إن الرئيس الإيراني السابق محمد خاتمي متردد في خوض الانتخابات الرئاسية المقبلة، وإذا ما ترشح موسوي للانتخابات فإنه من المحتمل أن يدعمه بقوة، خاصة أن حزب المشاركة الإصلاحي أعلن في أكثر من مناسبة أنه سيدعم موسوي إذا ما ترشح للانتخابات المقبلة. والجدير بالإشارة، أن الرئيس السابق للبرلمان الإيراني مهدي كروبي هو أول من ترشح لخوض الانتخابات الرئاسية المقبلة في إيران، ويعتبر من الشخصيات الإصلاحية، وقد خاض معترك الانتخابات الماضية عام 2001، ولكنه هزم أمام الرئيس الحالي محمود أحمدي نجاد.

وهناك الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد الذي لم يعلن ترشحه للانتخابات الرئاسية، ولكن من غير المستبعد أن يخوض الانتخابات للفوز بولاية ثانية.

ومن المحتمل أن يكون مرشحا بارزا للتيار المحافظ، ما لم يرشح التيار المحافظ شخصية ثانية.

هؤلاء من أهم المرشحين للانتخابات الرئاسية المقبلة، وهناك عدد من الشخصيات السياسية التي من الممكن أن تترشح للانتخابات، ومنها المسؤول السابق عن الملف النووي الإيراني حسن روحاني، وأمين العاصمة محمد باقر قاليباف، والقائد السابق لقوات حرس الثورة محسن رضائي. هؤلاء الثلاثة كان لهم دور في السنوات الماضية، ولهم أنصار وأعوان ولكنهم لا يرتقون إلى مستوى الشخصيات الثلاث السالفة الذكر.. موسوي، وخاتمي، وكروبي.

* كاتب وصحافي إيراني