أحلام الزوجات

TT

في مقابلة صحافية لإحدى ممثلات (هوليوود) السينمائية، تحدثت عن أغرب المواقف التي حصلت لها، وقالت: عندما كنت أتناول طعام الإفطار مع زوجي في يوم إجازته، طلب مني أن نذهب معا في نزهة لصيد السمك؛ ووافقته. وحيث إنني قد واعدت أختي لكي تمر عليّ في المنزل، فقد اتصلت بها تليفونيا لكي أخبرها؛ ولم أجدها، لذلك.. كتبت لها رسالة ووضعتها مع مفتاح المنزل تحت (دواسة) الباب، مثلما تعودت معها ذلك في بعض الأحيان.

وعندما عدنا في الساعة الثامنة مساء، كانت دهشتي كبيرة، حيث وجدت كل شيء معدا، والبيت نظيفا، ووجدت الورقة التي كتبتها لأختي موضوعة على طاولة المدخل، وعلى ظهرها مكتوب الكلام التالي: سيدتي الرحيمة، اضطرني الجوع والإفلاس إلى دخول منزلك، وقرعت الباب؛ ولم يجبني أحد، فاضطررت لأنْ أدخل المنزل، وكانت مذكرتك لأختك التي تنتظرينها ضمانا لي طوال اليوم، فأعددت لنفسي طعاما طيبا، وتمتعت بمشروبات أكثر من رائعة، ونظفت لك المنزل، ولمّعت الأثاث، وقشرت البطاطس. ومكافأةَ لنفسي على هذا العمل الجيد.. أخذت (نصف) ما وجدته من نقود في سترة زوجك، كما أن قميص نومك الجميل الذي وجدته معلقا في غرفة النوم أعجبني جدا، فأخذته هدية لزوجتي.

ملاحظة: احذري أن تضعي مفاتيح المنزل مرة أخرى تحت دواسة الباب، فليس كل الناس أمناء مثلي.

عندما قرأت ما حدث في مقابلة تلك الممثلة؛ تذكرت أنني دائما ما أضع مفاتيح منزلي تحت (دواسة) الباب الخارجي، وحتى مفاتيح سيارتي عندما أوقفها وأغلقها، أضعها دائما تحت غطاء السيارة، لأنني أكره (خرفشة) المفاتيح في جيبي، وإنني والله في عجب.. لماذا إلى الآن لم يُسرق بيتي، أو سيارتي؟! رغم أن قلبي المغلق بالضبة والمفتاح قد سُرق عدة مرات، وآخرها قبل دقائق!!

* * *

أتاني، وأخذ يحكي (ويفضفض) وهو يرغي ويزبد، وقال: هل تعرف (فلان)؟! قلت له: نعم، لقد توفي قبل أيام، يرحمه الله. قال: أعلم ذلك، ولكن هل مر عليك رجل أكثر (نذالة) منه؟! قلت له: اذكروا حسنات موتاكم. قال: أي حسنات أنت تتحدث عنها، لقد مات وهو مدين لي بمبلغ كبير، والأدهى والأمَرّ من ذلك أنه ترك وصية طلب فيها مني ومن خمسة آخرين، وكلهم يطلبون منه دينا، ويقول فيها عنا: إننا دائنون رائعون، وهو يود أن نحمل نعشه على أكتافنا إلى قبره. بالله عليك، هل هناك نذالة أكثر من ذلك؟! قلت له: لو أنني منكم، لحملتموه على أكتافكم، وفي منتصف الطريق ألقيتم بالنعش دفعة واحدة على الأرض.

[email protected]