أنت تستطيع أن تجعلني أنام!

TT

آخر كلام في مأساة الأرق. وكنت قد كتبت عن كتاب عنوانه «أنا أستطيع أن أجعلك تنام» لعالم النفس البريطاني بول ماكينا. وهو لا يضيف جديدا إلى ما يعرفه كثيرون. وعدد كبير من القراء نصحني أن أقرأ آيات من القرآن الكريم قبل النوم، وأن أكرر قراءتها عشرات المرات؛ وسوف يجيء النوم. وما انتهى إليه العالم البريطاني لا يختلف كثيرا.. فهو يطلب أن تستسلم تماما، وأن تقول في هدوء: أنا سوف أنام.. رأسي سوف ينام، وأنفي سوف ينام، وعيناي وشفتاي.. وصدري سوف يعلو ويهبط بهدوء. وسوف أسترخي تماما.. يداي وذراعاي وساقاي وقدماي.. وبهذا الترتيب مرة ومرتين وثلاثا؛ وسوف يجيء النوم..

وأجرى استفتاء لكي يغيظنا بأن هذه الفكرة قد نجح تطبيقها. وليس علينا إلا نفعل نفس الشيء.. ومن المؤكد أن هذا العالم الكبير لا يعرفني. فهو لا يقصدني بكل ما قال، لأنه لا جدوى من كل ذلك.. فأنا لا أعرف كيف أنام كل ليلة. نهاري طويل، وليلي طويل.. وأحيانا أشعر أن ليلي أطول كثيرا، وحاولت أن أعرف كيف؛ فلم أنم طول الليل!

لا يهم.. فالعالم الكبير يتحدث إلى عامة الناس الأسوياء، أي الذين ينامون بسهولة وليسوا في حاجة كبيرة إلى مَنْ يهوِّن عليهم بلوغ هذه النهاية كل ليلة. إنهم فقط يحتاجون (زقة) ـ كما نقول في اللهجة المصرية ـ يعني إلى دَفْعَة أو مساعدة بسيطة؛ ويجيء النوم..

ولكن، هناك شروط يضعها العالم النفسي البريطاني.. من أهم هذه الشروط أن تكون لديك رغبة قوية في النوم.. وثانيا، يجب ألا تكون قد نمت نهارا، لأن نومك نهارا سوف يتم خصمه من نومك ليلا، ويجب أن تكرر مائة مرة عنوان الكتاب: «أنا أستطيع أن أجعلك تنام».. أي: تجعلني أنام!