.. والآن الهجوم على موسى!

TT

الأصوات نفسها التي تخدم أهداف المحور الإيراني في منطقتنا تنطلق اليوم مهاجمة أمين عام الجامعة العربية عمرو موسى. لكن لماذا يهاجمون السيد موسى اليوم؟ هل لعدم مغادرته جلسة دافوس التي غادرها رئيس وزراء تركيا غاضبا، أم بسبب مشاركة موسى أصلا؟

بالطبع الاجابة لا، وواهم من يعتقد أن تلك هي أسباب الهجوم على موسى. استهداف الأمين العام هو استئناف لهجوم بدأ وانقطع من دون أن يسلط الإعلام الضوء عليه، وتحديدا منذ فشل اكتمال نصاب قمة الدوحة.

من تلك النقطة انطلق الهجوم، وتم اتهام الأمين العام للجامعة العربية بأنه يقف خلف تعطيل اكتمال النصاب. وبحسب مسؤول عربي فإن موسى كان متأثرا مما سمع شخصيا من وزير خارجية عربي محسوب على المحور الإيراني.

إلا أن خطاب العاهل السعودي عن المصالحة في قمة الكويت أدى إلى إرباك الحملة على عمرو موسى، وأتذكر انه بعد كلمة الملك عبد الله صافحت الأمين العام وكان مبتسما، قلت له كنت أنوي طرح أسئلة مختلفة لكنك من أهل العريس اليوم، فاستمتع بوقتك.

ضحك أمين عام الجامعة مطولا وقال: «لا.. لابد أن نتحدث لاحقا»!

حادثة انسحاب أردوغان جاءت كفرصة جديدة لاستئناف هجوم كان قد انطلق أصلا على السيد موسى لاغتياله معنويا، وتشويه صورته عربيا بتهمة الخيانة والهرولة للتطبيع، ولو قدر لي النظر في عيني الأمين العام اليوم لانفجرت ضاحكا.

فعمرو موسى هو صاحب التصريح الشهير عن «الهرولة» للتطبيع مع إسرائيل، وهو أكثر من يتحدث مهاجما تل أبيب، ويحذر من خطورتها على العالم العربي، فكيف يتهم اليوم بالخيانة والهرولة للتطبيع؟

يا سبحان الله.. يهاجم موسى لأنه كان في الندوة ذاتها التي تواجد بها الرئيس الإسرائيلي، ويتهم بالخيانة، بينما لا يقال شيئا لمن كان على المسرح نفسه في باريس مع أولمرت! ولا يعتبر خائنا من كان في القاعة نفسها مع أولمرت في قمة المتوسطي في باريس أيضا!

بل إن المضحك المبكي هو عندما يأتي انتقاد عمرو موسى من بعض الكتاب في الصحف القطرية! والملفت أن رئيس الوزراء التركي نفسه صرح بأنه غادر الندوة محتجا على مدير الحوار!

وهذا ليس كل شيء، بل إن وزير الخارجية السوري قال يوم أمس إن بلاده تنتظر نتائج الانتخابات التشريعية باسرائيل قبل اتخاذ قرار حول استئناف مفاوضاتها غير المباشرة مع تل أبيب بوساطة تركية أيضا!

ولذا فان استهداف عمرو موسى ما هو إلا جزء من حملة تستهدف الانقضاض على كل من يطالبون بدور عربي قوي ينطلق من تماسك العرب وعدم التدخل في شؤونهم، والمقصود هنا بالطبع السعودية ومصر والجامعة العربية، بكل ما لنا على الجامعة من ملاحظات.

فهناك استهداف منظم لكل من يرفض رهن القرار العربي بيد طهران، أو الاتكال على تركيا، التي عندما أراد رئيس وزرائها الرد على بيريز قال له «انت لا تكلم شيخ قبيلة، بل تتحدث مع رئيس وزراء تركيا» وهذه عبارة توجز الكثير!

[email protected]