الجورجون: رواد البحث العلمي! (3-3)

TT

وأسطورة بنات الجورجون.. أو أخوات الجرجون.. إذا نظرن إلى شيء صار حجرا.. سواء كان بشرا أو نباتا أو حيوانا..

ويقال إن هذه الأسطورة تقصد الحسد.. أي أن الحاسد إذا نظر إلى شيء تحطم أو احترق.. فكأنه من بنات الجرجون..

ويقال إن الناس قد ضاقوا بهؤلاء البنات.. ورصد الحاكم جائزة لمن يجد حلا.. ووجد أحدهم حلا.. وهو أن يضع مرآة أمام بنات الجرجون، فإذا نظرن إلى صورهن في المرآة تحولن صخورا. وقد حدث..

ولكن بنات الجرجون مثل أعلى لكل العلماء. فهم لا يستطيعون أن يدرسوا شيئا إلا إذا تحول في أيديهم إلى شيء يعرفون طوله وعرضه ووزنه.. كما يحدث لحيوانات المعامل. فالعلماء كل الذي يهمهم أن يجربوا على هذه الحيوانات ولا يشغلهم كثيرا أنهم إذا حولوها إلى جثث أنها قد ماتت.

فبنات الجورجون هن اللاتي وضعن أسس البحث العلمي.. فإذا لم تتحول الكائنات الحية إلى جثث، إلى أشياء يسهل تشريحها وتحليلها، فلا علم ولا بحث علميا..

وكذلك كل الذين يحولون العواطف الإنسانية إلى غرائز، أي يحولون الإنسان إلى حيوان، فهم من أحفاد الجورجون.. والحاكم المطلق هو الذي يحول الناس إلى أشياء، إلى آلات، أدوات في يديه يفعل بها ما يشاء..

هذا الحاكم، وكل طاغية، هو من أحفاد الجورجون الذين تتحجر الكائنات في أيديهم.. إنهم الذين يقومون بتشييء البشر بلا رحمة!

ولابد أن كلاً منا قد مرت به لحظات أو سنوات كان من أحفاد الجورجون وهو لا يدري!