تجميع الرؤوس في الحلال

TT

يقول الشاعر القديم: من يطلب الحسناء لم يغلها المهر

هذا صحيح لمن يملك المال، ولديه قدرة على الدفع، ولكن ما هو وضع من كانت عينه بصيرة، وقلبه مفعما بالحب، غير أن يده قصيرة، وجيبه فاض تعشش فيه العناكب؟!

وعلى ذكر العروسات، فقد تزوج أحد شباب الخليج قريبة له (وشحنها) معه إلى حيث يدرس في أميركا، وفي أحد الأيام عزم صديقا زميلا له في نفس الجامعة والبلدة.

وقال لزوجته عندما يأتي زميلي أحضري لنا شيئا من العصير وتظاهري بأنك أنت الشغالة، وهذا ما حصل، أتت بالعصير وقدمته للزميل، وفي هذه الأثناء قال صاحب البيت للضيف وهو يشير إلى زوجته، ما رأيك في عاملة المنزل البرتغالية هذه؟! فقد تعاقدت معها على أن تأتي لي في اليوم عدة ساعات للتنظيف والطبخ والغسيل.

فنظر لها الزميل من فوق إلى تحت، وأخذ يتكلم مرتاحا على أساس أنها شغالة برتغالية لا تفهم اللغة العربية، وقال: والله إنها (مملوحة) ما يعيبها شيء، إلا أن سيقانها قصيرة، وصدرها منتفخ أكثر من اللازم ولا أدري لماذا هي عندما تسير (تتفاحج) في مشيتها، هل هي تشكو من علة (الزحار)؟! وإنني كصديق أتمنى أن تطلب منها شهادة صحية، وإذا لم يوجد لديها فعليك أن ترغمها على الكشف الطبي فربما يكون لديها مرض معد (وأنت يا غافل لك الله)، لأن هذا الصنف من البشر يخوّف، ونصيحتي لك ابحث عن شغالة أخرى، كنوع من الاطمئنان (والسيفتي).. كل هذا كان يجري على مسمع من المسكينة التي أخذ العرق يتصبب من جبينها، وتهتز الصينية والكؤوس التي عليها جراء ارتجاف يديها.

وأصيب الزوج بحرج شديد، فلم يستطع أن يسكت الرجل، وهو في نفس الوقت لا يستطيع أن يقول له إن التي تتحدث عنها هي زوجتي، خصوصا أن الرجل قد أخرج ما في جعبته، ومن الهزل والعباطة أن يغير وجهة نظره، وخرجت الزوجة على عجل مهرولة، وهي تلعن في سرها ذلك الاقتراح السخيف الذي اقترحه زوجها، وأخذت تلوم نفسها وهي تبكي على موافقتها أن تقوم بذلك الدور الغبي.

لحق بها زوجها معتذرا على ذلك الفصل البارد، وذلك الكلام السامج الذي لم يتوقعه من ذلك (الحيوان)، وكلما حاول تهدئتها زاد نحيبها أكثر، وما هي إلا دقائق حتى انفجرت في وجهه، وارتفع صياحهما، وتبادلا الشتائم، هي تقول له: كيف وضعتني في هذا الموقف (يا طرطور يا رويبضة)؟! وهو يرد عليها قائلا: إنني كنت أمزح ولم أظن أنك بمثل (خفة العقل) هذه، وتوافقينني يا دجاجة.

كل هذا كان يدور على مسمع من الزميل الفيلسوف، الذي انسل خارجا من المنزل دون استئذان.

والذي قص عليّ تلك الواقعة هو (الفيلسوف) نفسه، وقد سألته هل شاهدتهما بعد ذلك؟! قال: لم تقع عيناي عليهما إلى هذه الساعة، هل تصدق أنه بسبب ذلك انتقل هو من تلك الجامعة والبلدة والولاية بكاملها إلى مكان آخر.

[email protected]