الشعر أجمل!

TT

متعة قديمة تجاوزت الحياة بها ومعها: قراءة الشعر العربي القديم والحديث.. والقديم أروع وأمتع وأعمق.. ولكن الحديث هو لغة العصر.. قلق الزمان.. صورة المكان.. خريطة الضياع..

وليس أجمل من صحبة الشعراء.. إنهم يقولون ويغنون ويرقصون، ولا يطلبون منك شيئا.. فقط أن ترى وتتعجب وتستمع وتتأمل.. وهل هم مرضى؟ نعم. ولكن، لا مرض لهم. وهل هم مجانين؟ نعم.. لكن، لا خوف منهم، ولا خوف عليهم. هل دفعوك إلى أن تعطف عليهم؟ أبدا.. إنهم لا يقصدون أن يقطعوا قلبك حزنا عليهم.. ولا أن يعتصروا ما معك من نقود من أجلهم.. إنهم طيور تغرد على أشجار الحزن.. وعلى أشواك الأمل، ويبكون الشمس إذا طلعت وإذا غربت، ويجعلون القمر شاهدا على اللوعة في الحب.. وعلى هجر المحبوب.. وقد لا يكون هناك هجر ولا محبوب.. ولكن الشاعر يحلم بأنه يحب، ويحب أحلامه.. ويحلم بأنه مطرود معذب مقهور، ولكن أحدا لم يفعل به ذلك.. ولكنها طبيعة الشعر.. طبيعة العزلة والخوف والأرق والضياع، طبيعة الشجن.. ذلك المذاق الضروري للبكاء.. إن دموع الشعراء مثل قطرات الندى على خدود وشفاه الورود.

إنها من معالم اللوحة الجميلة، من علامات الجلال الأبدي لمفردات الإبداع عند الله خالق الكون، وخالق الذين يعبدون رب الكون.. خالق البلابل البشرية والبلابل الطبيعية..

اسمع كلامي.. مد يدك إلى أي ديوان شعر قديم أو حديث، واقرأ وتوقف. أدعوك إلى أن تتوقف. توقف عن العمل.. عن الأكل والشرب.. ساعة من أي يوم، واقرأ واشترك في سيمفونية الجمال من أجل الجمال.. والاستمتاع بأنبل وأرق الأوهام التي أبدعها الإنسان.. شفاء لك من رتابة الحياة، وملل كل ما هو «يومي» في حياتك.. جرب!

نصيحة: حاول أن تعلم أطفالك أيضا أن هناك شيئا أروع من الأغنيات الراقصة والرقصات الغنائية: الشعر السهل الرقيق. لن تندموا!