مؤرخ إسرائيلي يتحدث

TT

في حوار نشرته «الإكسبريس» الفرنسية بين المؤرخين اليهوديين جاك أتالي، وشلومو ساند حول مستقبل إسرائيل، قال ساند «إنها دولة علمانية تستفيد من الديانة وتستخدمها لتبرير وجودها»، وقال ساند، مؤلف «كيف اخترع الشعب اليهودي نفسه» إنه لا يعتقد أنه يمكن استخدام التوراة كأساس لوجود إسرائيل. وأضاف «إن الصهيونيين هم الذين أقاموا الأساس لدولة قومية. وليس للتوراة عند اليهود القيمة التي لشروحه، كالتلمود والميشنا. ولست أعتقد أن اليهودية عنصر تقدم، كما تعتقد أنت (أتالي). ثم إنك تعتقد أن الشعب اليهودي تعرض للنفي بعد طرده من اليهودية على أيدي الرومان في عام 70 بعد الميلاد، لكن هذه ـ تاريخياً ـ مسألة قابلة للنقاش.

أعتقد أن هذه نظرية ظهرت في القرن الحادي عشر الميلادي، لكي يقول المسيحيون إن النفي هو العقاب الذي حل باليهود. إن اليهود لم يطردوا من أرض كنعان، ولا الشعب اليهودي برمته نُفي من بابل. في القرن السادس قبل الميلاد نفى البابليون النخب السياسية والثقافية.

أما النفي الثاني، في عام 70 للميلاد، فلا أعتقد بوقوعه حسب الطريقة الأسطورية التي تروى بها.

إن تبرير الاستعمار الصهيوني لأرض فلسطين نابع من العقيدة الصهيونية القائمة على خرافة تاريخية. إنك (أتالي) تقول في كتابك إن مليوني يهودي تم نفيهم من اليهودية بعد عام 70. من أين لك هذا الرقم؟ من التاريخ الصهيوني الرسمي؟ ولكن الأبحاث التي أجراها علماء إسكان إسرائيليون تبين بوضوح أنه في تلك المرحلة لم يكن فوق أرض كنعان سوى 500 ألف إلى مليون نسمة، يمكنهم العيش ضمن الإمكانات الزراعية المتوافرة. لذلك، من المستحيل التصديق بأن مليوني يهودي تركوا أراضيهم. في أي حال، يشكك علماء إسرائيليون معاصرون بالكثير من صفحات التاريخ اليهودي. مثلا يقولون إن نجمة داوود ـ التي هي شعار هويتنا ـ ليست من جذور يهودية، وإنما هي شارة هندية ضمت إلى التراث اليهودي في مرحلة لاحقة. إن الرمزية لا تزعجني، شرط ألا تستخدم ضد شعب آخر. إنني أعيش في إسرائيل التي هي دولة علمانية من حيث المبدأ، لكن في هذه الدولة لا يستطيع اليهودي الزواج من غير يهودية، أو العكس. يجب أن تكون إسرائيل للجميع. إن المهاجر اليهودي المولدافي يشعر أنه في بلده أكثر من جاري العربي في جامعة تل أبيب».