قائمة جديدة!

TT

القائمة الجديدة التي أعلنتها السلطات الأمنية السعودية بأسماء وصور المطلوبين هي بمثابة إعادة تذكير مدوية بأن المعركة على الإرهاب لا تزال قائمة، وأن الفكر التكفيري لا يزال حيا ويغذي عقول الشباب بشتى الوسائل، وأن هناك أطرافا مستفيدة من استمرار وتغذية القوافل الانتحارية بالمزيد من العناصر الجاهزة.

ولقد جاءت القائمة الكبيرة عددا لتوضح على ما يبدو أن قاعدة تأهيل التطرف عسكريا قد انتقلت إلى اليمن والذي بات يشكل مأوى مناسبا للحركات الإرهابية بسبب غياب الدولة وعناصرها الأمنية التنفيذية عن معظم المساحات في البلاد باستثناء بعض المدن الرئيسية، وهذا الفراغ ولد تسلطا وتحكما من قبل بعض القبائل التي ترغب في توسيع رقعة نفوذها، إضافة الى توسع مصادر دخلها فأدى ذلك إلى تحالفات شيطانية ما بين بعض هذه العناصر وما بين العصابات الإرهابية.

خطورة وجود هذا الكم الهائل من الأشقياء المستدرجين بالخطابات والأفكار والآراء العقيمة إلى أرض جهادية جديدة مجاورة لبلاد الحرمين الشريفين هو تصعيد خطير جدا للحراك الأصولي الإرهابي، ما يعني أيضا أن هناك أسلوبا مغايرا مطلوبا التعامل به مع هؤلاء.

لقد خطت السعودية خطوات إيجابية ومبهرة جدا في بعض الأحيان من خلال برنامجها الأمني في مواجهة الحركات المتطرفة. وليس من غريب القول أن يقال أن البرنامج الأمني السعودي حقق نتائج فاقت كل الدول التي تعرضت للإرهاب، حتى بات البرنامج تؤخذ منه أجزاء كبيرة لتطبيقها في دول أخرى، ولكن التطور الأخير يتطلب حراكا مختلفا، حراكا لا تشارك فيه فقط فعاليات المجتمع ولكنها تشارك في تحمل مسؤولية نجاحه.

الكتب المسمومة لا تزال موجودة تطبع وتوزع وهي مليئة بالفتاوى المسمومة التي تلوث عقولا لينة طبيعية وتحولها إلى ألغام معدة للانفجار، وكذلك الخطب والأناشيد المليئة بالعبارات والشعارات المضللة والتي ولدت أرتالا من الضحايا الأبرياء. هناك ردع أقوى وأشد مطلوب بحق هؤلاء المستمرين على مخالفاتهم لأنهم أقل ما يقال عنهم مشاركون أساسيون في هذه الجرائم ويتحملون تبعياتها بلا شك.

من الخطورة أن يكون المجتمع معزولا وهو يتابع هذا الخطر المحدق به كمجرد مادة خبرية ليس أكثر، من الضروري أن يحس الجميع أنهم جميعهم معنيون، وأنهم كلهم مهددون وأن هذه المواجهة والحرب المعلنة عليهم هي حالة غير قابلة للنقاش ومعركة لا يمكن خسرانها. هناك لغة جديدة منتظرة وتعبئة أخرى يتوقعها الناس.

استمرار قدرة هذه الجماعات الموتورة والمتطرفة على استقطاب المزيد من العناصر الشابة السعودية وبأعداد غير بسيطة يؤكد أن هناك ثقوبا في جدار المواجهة تخترق من خلالها هذه السموم المدمرة. بعد انقضاء فترة الذهول وبعد قراءة القائمة وانتهاء آهات التعجب والاستغراب بات من الضروري تجميع الأفكار وترتيبها، وإعداد خطة تتحمل مشاركة أكبر قدر ممكن من الأطراف حكومة وشعبا، فهذه يجب ألا تكون معركة وزارة الداخلية السعودية وحدها ولكنها معركة السعودية والسعوديين جميعا، وما يساعد على إمكانية تحقيق نصر كاسح على الفرق الإرهابية هذه هو الازدياد الواضح لنسب عدم قناعة السعوديين في نوايا هذه الفرق الإرهابية من خلال استطلاعات الرأي، كل الذي يبقى هو الخطة والتوجه لتحقيق ذلك.

[email protected]