بعيدون عن العيون قريبون من القلب

TT

الجميع ثمَّن الخطوة التي قامت بها الإذاعة والتلفزيون في السعودية حينما قدمتا حلقات خاصة عن الفنان الراحل خالد زارع، مستضيفة أبرز رفقاء دربه، أمثال: على البعداني، ومريم الغامدي، وحسن دردير، وعبد الستار صبيحي، ودلال ضياء، وبعض أفراد من أسرة الراحل الجميل، وهذه هي المبادرة الثانية بعد المبادرة الأولى التي أعقبت رحيل الأديب الكبير عبد الله عبد الرحمن الجفري، فلم نعتد من التلفزيون أو الإذاعة منذ نشأتهما أن يتوقفا لوداع أديب أو فنان، وكأن الحديث عن المبدعين يخدش الوقار.

والتفاتة الوفاء التي قامت بها الإذاعة والتلفزيون أخيرا تجاه خالد زارع وجدت الكثير من الاستحسان في نفوس المتابعين، فخالد زارع فنان قضى العمر في استوديوهات وزارة الإعلام مذيعا، وشاعرا، وممثلا، ومعدا، وموجها، وأستاذا، وهو يستحق مثل هذا الوفاء وأكثر، لكي لا يرحل في صمت كما يرحل العابرون في الزمن العابر.

وفي ظلال هذا التوجه المحمود، فأنا أقترح على أجهزة إعلامنا المرئية والمسموعة أن لا تختزن مبادراتها في إبراز أدوار الرواد إلى ما بعد الرحيل، وأن تمنح هؤلاء متعة الإحساس بالتقدير والإنصاف، وهم أحياء يرزقون، فلا ننتظر أن يوقظنا الموت لكي نتنبه لواجباتنا نحو هؤلاء، كما فعلنا تجاه خالد زارع، بعد سنوات طويلة من الغياب.

قائمة الرواد الأحياء ـ أطال الله في عمرهم ـ الذين يستحقون الاحتفاء والتكريم تضم الكثير من أسماء الذين قدموا للإعلام السعودي المرئي والمسموع الكثير من ملامح شخصيته، ومعالم مشواره، وعوامل انطلاقته، ومن هؤلاء، على سبيل المثال، لا الحصر: أسماء ضياء، وبدر كريم، وفاتنة شاكر، ونجاة عواد، وعبد الرحمن الشبيلي، ومحمد حيدر مشيخ، ومريم الغامدي، وعبد العزيز الهزاع، وعلي البعداني، ومحمد صبيحي، وعبد الله راجح، ومحمد المفرح، وعبد الكريم الخطيب، وأمين قطان، وعبد العزيز الحماد، وعبد الرحمن يغمور، وغالب كامل، وحسن دردير، وعبد الله رواس، وماجد الشبل، ومحمد حمزة، ويوسف شاولي، وهند شيخ، وعلى النجعي، وسعاد حسن، وفتحية بخاري، وجواهر بنا، ودلال ضياء، وحسين نجار، وعلى داود، وسلوى الحجيلان، وعبد الستار صبيحي، وحمدان شلبي، وغيرهم من المذيعين، والممثلين، والمخرجين، فتكريم هؤلاء والاحتفاء بهم تكريم لذاكرة المستمع أو المشاهد، الذي عاش مع إبداعات هؤلاء عقودا من الزمن، شكلوا خلالها الكثير من مكونات وعيه، وفرحه، وذكرياته.

هذه الكوكبة الرائعة من المبدعين ابتعد جلهم اليوم عن العيون، لتحتضنهم ذاكرة القلب، ومن الوفاء أن تبادر وزارة الثقافة والإعلام بتكريمهم، فهم الأصل، والجذر، والمبتدأ.

[email protected]