إنه الخوف!

TT

قاعدة علمية: إن أكثر الحيوانات الضارة لا تلسع ولا تعض إلا خوفا..

أي أنها إذا خافت نشرت أنيابها وأظافرها دفاعا عن النفس.. ولكن إذا لم يكن هناك خوف، فلا حاجة إلى الدفاع أو العدوان على الآخرين..

والناس يقولون: إن فلانا كالثعبان، إذا أحس بالدفء فإنه يلدغ، والحقيقة غير ذلك.. فالثعبان إذا أحس بالدفء وتحرك إلى جواره أحد فإنه يلدغه.. لا لأنه أحس بالدفء، ولكن لأنه يخاف أن يحرمه أحد من ذلك!!

وما يقال عن الحشرات والزواحف والوحوش، يقال عن الناس أيضا.. فبعض الناس يبادر بالهجوم عليك، أو يطيل لسانه، أو يرفع صوته في وجهك. وقد تتسرع في الحكم على هذا النوع من الناس فتقول: سلاطة لسان.. أو قلة أدب.. أو جراءة أو وقاحة، كل هذا ممكن.. ولكن الذي لا يخطر على بالك - وهو الأصح - أنه خوف، وأنه بسبب الخوف من الآخرين فإنه يبادر بالهجوم عليهم.. ويكون الهجوم نوعا من الدفاع عن نفسه.. أو نوعا من دفع الناس بعيدا عنه.. لأنه يخاف أن يقترب منه الناس.. فإذا اقتربوا أزعجوه أو أخافوه.

و نابليون هو صاحب العبارة الشهيرة: الهجوم خير وسيلة للدفاع..

أي أن الدفاع المناسب ليس هو أن تنتظر حتى يهاجمك الآخرون، وإنما أن تبدأ أنت بالهجوم فيخافك الآخرون.. ويتوهم الآخرون أنك أقوى وإلا ما كنت قد هاجمت غيرك من الناس!!

ولو نظرت إلى الحيوانات - والناس أيضا - لوجدت أن أصغر الحيوانات وأضعفها هي أكثر شراسة لأنها أكثر خوفا.. وأن طفلا صغيرا يستطيع أن يركب أسدا لا يستطيع أن يداعب قطا صغيرا!!

والذين يؤمنون بالحسد والخوف من أعين الناس ينصحونك عادة إذا قابلك رجل حسود فالأفضل أن تبدأ أنت بالكلام، وخير الكلام هو ما كان هجوما عليه.. لأن الهجوم يبطل فعل قوته السوداء.. أي أن الهجوم عليه وعلى ما لديه من قدرة على الإضرار بك، هو وسيلة الدفاع المؤكدة.. فلست قويا أنت، ولكنك خائف!!