أوقات عصيبة في عهد أوباما

TT

أعلم أنه كان أسبوعًا شاقا بالنسبة لك أيها الأوبامي الصغير، فقد كنت تشعر بعدم الإثارة، لكن ما مكَّنك من أن تنظر إلى الأمر من هذا المنظور أن الدراما في مجلس الشيوخ دفعت توم داشل بعيدا عن الأضواء بصورة تامة. وفي خلال أسبوع، أو ما شابه، لن يتذكر أحد أنه قد رشح لأي شيء؛ الأمر الذي يعطينا الحرية لطرح عدداً من التساؤلات:

كيف تورط العديد من المرشحين لتولي مناصب وزارية في المشكلات؟. كان المفترض في فريق أوباما الانتقالي أن يكون أكثر تنظيمًا!، فهل كان الاستبيان الذي أعدوه من سبع صفحات يتساءل عن صفحات الفيس بوك، وليس عن الضرائب.

لقد سألوا بالفعل عن الضرائب، غير أنه، من المثير للدهشة، لا يزال الأمر يتعلق باثنين من المرشحين الذين ملأوا تلك الاستبيانات، ومن الممكن أن أحدهما أو كلاهما لم يعرف بذلك على الإطلاق، ربما يبرز ذلك أن هناك الكثير من الضرائب العقارية التي توجد في كل مكان، كالجراثيم الباردة، حيث لا أحد يتمتع بالحصانة، ربما يكون هناك أحدها في غرفتك في هذه اللحظة، ينتظرك حتى تغفو كي يتمكن من الانقضاض عليك.

ألم يكن توم داشل عنصرًا هاما في برنامج إصلاح الرعاية الصحية ؟، وما الذي سيقومون به بدونه؟.

يجب علينا أن نتجاوز فكرة أن التغيير التحولي يتطلب وزراء عظاماً لتسريعه. إن ذلك النوع من التفكير هو الذي أودى بنا إلى شخص مثل دونالد رامسفيلد. لقد كان توم داشل رجلاً محببًا إلى النفس، لكن فكرة أنه الوحيد الذي يمكنه إصلاح نظام الرعاية الصحية المثيرة عبر مجلس الشيوخ يشوبها بعض القصور إلى حد ما، على اعتبار أنه لم يقم بأي إصلاح هام وكبير عبر مجلس الشيوخ، عندما كان زعيم الأغلبية الفعلي.لقد فقدت فصلا دراسيًا من المدرسة، كي أتفرغ للعمل في حملة أوباما الانتخابية، لكنني أسأل نفسي الآن عما إذا كنت قد أمضيت تلك الأشهر الأربعة التي قضيتها في بيت عمتي أتنقل من منزل إلى آخر في دايتون بولاية أوهايو، كي نخرج بخطة محفزة أعدها مجموعة من المعتدلين الجمهوريين والمحافظين الديمقراطيين في مجلس الشيوخ.

لا أعلم عدد المرات التي نحتاجها للتغلب على ذلك، لكن هذه هي الصورة الحقيقية لما وعدنا به أوباما خلال الحملة الانتخابية. ألم تبتهجوا عندما وعدكم أوباما بأنه سيعمل على جمع الديمقراطيين والجمهوريين للعمل معاً؟. لقد أرادهم أن يعملوا معاً في معالجة قضايا، مثل ارتفاع درجة حرارة الأرض، وليس لاقتطاع الأموال المنبثقة من الحوافز. يشعر أوباما بآلامكم. لقد دأب على القول بأن طريق العمل المشترك سيكون شاقًا، لكن العمل خلال هذا الأسبوع كان شاقًا، لدرجة أن شاحنة الحافز المثيرة فجرت العديد من الإطارات على طريق الوحدة بين الحزبين. كان الأمر محرجًا، فقد عقد رئيس الولايات المتحدة مفاوضات البيت الأبيض مع الأشخاص الذين أعلن أنهم ليس لديهم نية للتصويت لمشروع قانونه، وسمح للقادة الثانويين لحزب الأقلية بأن يلقوا على مسامعه دروسًا عن إعادة توزيع الثروة. لقد حظي أوباما باحتفال ضخم من الحزبين، لكنه لا يزال أسيرًا ينتظر كلمة من تجمع المعتدلين الجديد حول ما سيتم في المرحلة القادمة، وتلك هي المجموعة التي تقودها سوزان كولينز. يبدو أننا انتخبنا، في نوفمبر (تشرين الثاني)، كولينز ورفيقتها الجمهورية أوليمبيا سنو للمساعدة في إدارة البلاد. ويبدو أنك قد أهدرت كل هذا الوقت تفكر في جو بيدن. ما الذي دفع أوباما لأن يرشح السيناتور جد غريغ لأن يكون وزيرًا للتجارة؟، وهو ليس جمهوريا، ولا معتدلا أيضًا، بل وقد صوَّت لإلغاء وزارة التجارة.

ليس الأمر مقامرة كبيرة على وجه التحديد، فبالرغم من واجبات وزارة التجارة المتعددة، كالإشراف على مكتب التراخيص، إلا أنها أشبه بمكان قديم، يلقي فيه الأفراد الأغراض القديمة التي لا تصلح للاستخدام في أي مكان. وعلى الرغم من وجود وزراء تجارة حقيقيين، إلا أنها ظلت تدار لفترات طويلة من الزمن من قبل بلهاء بشكل كامل، ولم تعانِ الدولة بصورة كبيرة، حتى عندما أضجر من أوباما، فإنني لا أزال أرغب في مساعدته. أَمَا من شيء يمكن للشعب القيام به؟.

سينهض جيش أوباما مرة أخرى هذا الأسبوع لإنشاء دولة من تجمعات اجتماعية متحفزة، تتكون من أشخاص لا يرغبون في شيء أكثر من قضاء أيامهم يتحدثون عن خطة الإدارة الاقتصادية الجديدة، أو من أجل أفراد أكثر رغبة في المشاركة، هناك اجتماع القادة لإعادة تنظيم النظام الاقتصادي في مانهاتن، الذي ترعاه «كوربورات سوشيال ريسبونسبيليتي» لصالح أوباما، وكذلك المبتكرون الاجتماعيون لصالح أوباما، والأنشطة الاجتماعية لصالح أوباما.

لا زلت أجهل الطريق الذي كنت أعلمه قبل الانتخابات عندما بدا أن كل شيء واضح. ولنواجه الموقف. لقد افتقدنا جورج بوش منذ أن انسحب من الشاشة، فقد أصبحت الأمور أكثر ضبابية وغير متناسقة. إنك بحاجة إلى شخص لكي تتنافس أمامه، وميتش ماكونيل ليس هو ذلك البديل الكفء.. لقد ظهر وكأنه يشبه السنجاب الذي اعتدى على عمدة نيويورك هذا الأسبوع. حقًّا إن الجميع يزدادون هوسًا.

* خدمة «نيويورك تايمز»