أبشروا: إسرائيل ستزول عام 2012

TT

من المعروف أن هناك (خرافات) تداولتها الشعوب وتناقلتها الأمم عبر تاريخها السحيق إلى الآن، وهذا ناتج عن الجهل والعجز والخوف والأحلام، وحيث أن الإنسان بطبيعته معرض للمرض والاعتداء والموت، فإنه يلجأ إلى ما يعزّيه ويخدّره أو حتى يكذب عليه ليعيش على الوهم.

ولم يبدأ الإنسان في التحرر من هذه الغلالة التي شوهت الرؤية في عينيه، إلاّ بعد أن لجأ للعلم والاكتشاف والاختراع والتجريب، وبعدها بدأت الخرافات تتهاوى الواحدة تلو الأخرى، وبدأت تظهر حقائق وكأنها المعجزات ولم تكن معروفة من قبل.

وإذا أردتم أن (تتسلوا) معي قليلاً، لتعلموا فقط (إحنا رايحين فين ؟!), كتبتها باللهجة الشعبية لكي يكون وقعها أبلغ.

وقد تفتقت عبقرية البعض لينبشوا في كتب التاريخ الصفراء المهترئة، ليبشرونا نحن المسلمين والعرب باكتشاف لم يكن يخطر على البال إطلاقاً، واستندوا إلى (ما توهموا) أنه يشبه الحقائق، ولكي يكونوا منطقيين دعموها بالأرقام والتواريخ.

وقالوا: وأرجوكم أن تنتبهوا لكلمة (قالوا)-: إن نهاية اليهود وإسرائيل سوف تكون عام (2012) بالضبط، كيف؟!، أنا أقول لكم كيف، لكي (تزغرطوا) من شدّة الفرحة.. فقد جاء في مقال للأستاذ فهد عامر الأحمدي: إنهم يقولون:

إن المنجمين الصينيين أكدوا أن سلالة الإمبراطور شانغ التي حكمت الصين منذ عام 1766 قبل الميلاد ستستمر حتى (نهاية الدنيا) بعد 3778 عاماً، وهو ما يوافق تقريباً عام 2012. والمنجم الفرنسي (أداموس)، تنبأ بوقائع مناخية وخيمة تنهي الحياة على سطح الأرض وتحديداً في أغسطس 2012 - أي حينما تكون البلاجات مكتظة بالسابحين والسابحات.

كما أنهم يستندون إلى ما ورد في الديانات السماوية الثلاث، فقد جاء في التوراة ما يفيد بخلق البشر وفنائهم كل خمسة آلاف سنة، وينتهي آخرها سنة 2012.

والمسيحيون يؤمنون مثل المسلمين بظهور المهدي آخر الزمان، ويرى الكثير أن الظهور سيكون سنة 2012 اعتماداً على تحديد (دانيال) في الإنجيل.

وقد التقط الشيخ المبجّل (سفر الحوالي) هذه المقولة ببراعة وكأنه قد وقع على كنز ثمين، وقال في كتابه: (يوم الغضب): بقى السؤال الأخير الصعب: متى يحل يوم الغضب؟!، ومتى يدمر الله رجس الخراب؟!، ومتى يفك قيود القدس؟!.. إن كان تحديد (دانيال) صحيحاً بأن الفترة بين الكرب والفرج هي 45 عاماً، فنقول إن قيام دولة الرجس كان 1967، وبالتالي ستكون النهاية أو بداية النهاية سنة 1967+45= 2012.

فعلاً كان فضيلة الشيخ علمياً لا يحسب من فراغ، وإنما كله بالأرقام (!!).

على أية حال لو أن الله أمد بعمري إلى ذلك الوقت فإنني شخصياً سوف انتظر نهاية اليهود وإسرائيل على أحر من الجمر، وسوف أتعمد أن أكون في ذلك الوقت بالذات بين أحضان الأمواج في شهر أغسطس، أتقلّب ذات اليمين وذات الشمال. الخلاصة، إذا كان هذا هو تفكيرنا، وهذا هو أملنا الذي نرجوه، فاسمحوا لي أن أقول مضطراً: أبشري بطول سلامة يا إسرائيل.

[email protected]