كوسة!

TT

** رسالة من القارئ سالم الجميلي يقول فيها: استاذي العزيز.. اعتبر نفسي صديقا لك بل ومقربا اليك.. رغم عدم تشرفي بمعرفتك الشخصية ولكننا اصدقاء ورق فأنا قارئ قديم لكل ما يخطه قلمك في «الشرق الأوسط».. وفي كتبك المتعددة.. ولهذا يا صديقي الاستاذ اود ان استشيرك وأسألك عن ظاهرة استشرت في مجتمعنا، وغالبا في كل المجتمعات العربية ولها في كل بلد مصطلح يرمز به اليها.. فأهل الشام يطلقون عليها اسم «فيتامين واو» وفي مصر «الكوسة». أظنك عرفتها انها ظاهرة الواسطة وتفشيها في المجتمعات العربية.. اود ان اخبرك عن معاناتي ومعاناة الكثيرين ممن لا يملكون هذه الوصفة السحرية، التي تفتح لها الأبواب المغلقة.. والدروب الشائكة..

الامثلة كثيرة.. والحديث يطول.. ولكن أليس من حق المواطن اي مواطن ان يشعر بالمساواة وان يشعر بحقه في شغل الوظائف من دون واسطة ومن دون «واو» او «كوسة»، كما يحدث في اتمام الصفقات.. في المدارس.. انت ملاحق وعليك ان تتدعم بفيتامين «واو» ليقيك انيميا الرفض.. والازمات النفسية، التي يسببها ضياع الفرص التي تذهب لغيرك تحت قناع الواسطة..

ارجوك يا سيدي لا تهمل رسالتي هذه وتكتب عنها قريبا.

*** وماذا تريدني ان اكتب يا صديقي اكثر مما كتبت انت؟ وليت المسألة كانت فيتامين «واو» او «الكوسة».. او الواسطة فقط.. ان جميع مظاهر وخفايا الفساد تضرب في كل مكان من الوطن العربي.. هناك ايضا الرشاوى والعمولات والتغاضي والاهمال والمحسوبية وتفصيل الوظائف.. واهمال احكام القضاء الى آخره، مما يطول وصفه وحصره.

المسألة يا عزيزي مسألة اخلاق.. وكما يقول الشاعر:

واذا اصيب القوم في اخلاقهم..

فأقم عليهم مأتما وعويلا..

نحن في حاجة الى سرادق عزاء بطول الوطن العربي نتلقى فيه العزاء في المأسوف عليها الاخلاق.. وأرجو ان نلتقي هناك.