أبشروا.. قالها عبد الله وتوالت البشائر

TT

ظل التعبير المحبب للملك عبد الله بن عبد العزيز منذ توليه عرش السعودية في عام 2005 يختزل في كلمة واحدة هي: «أبشروا»، وكان الجميع يدرك يقينا أن عليه انتظار البشارة، وجاء يوم السبت الماضي يحمل مجموعة من البشائر، جاء يحمل آمالا في إحداث تطورات شاملة وجذرية ترتقي إلى مستوى طموحات القائد، وأحلام شعبه، فشمل التغير مختلف المواقع الأساسية التي تشكل قواعد النهضة، والتطوير، والتحديث، كالقضاء، والتعليم، والثقافة، والصحة، فالدماء الجديدة التي ضخت في هذه الحقول هي حصيلة تأمل طويل، وتقييم دقيق، وانتقاء مستنير.

وكرجل له خلفياته التربوية السابقة التي امتدت نحو ربع قرن، أشعر أن وزارة التربية والتعليم ـ وهي قاعدة أي تطوير، ومرتكز أي طموح ـ تطرق اليوم بهذه التعيينات الشابة أبواب مرحلة هامة للتأسيس لنهضة تعليمية تحدث نقلة جوهرية في أفكار، وطموحات، ومواقف الأجيال الجديدة، وتعمل على تحصين بيئات هذه الأجيال من فيروسات التشدد، والإرهاب، والعنف، فالعمل في هذه الوزارة لا يقبل أنصاف الحلول، ولا الانشغال بالجزئيات، ولا الهوامش، ولا ترميمات السطح، فهذه الوزارة هي المسؤولة عن الغد، وعن المستقبل، ويمكن أن نقول اليوم لقيادات هذه الوزارة الجديدة: فيصل بن عبد الله بن محمد آل سعود، وفيصل المعمر، وخالد السبتي، ونورة الفايز: إن على أكفهم اليوم حلم الوطن، فليرعوه طائرا جميلا يحلق في ذرى العلم، والمجد، والرقي.

وللقضاء أهميته الخاصة في تحقيق العدالة، وطمأنينة المجتمع، وسمعة الوطن، ووجود أسماء كصالح بن حميد، ومحمد بن عبد الكريم العيسى ضمن التشكيلات الجديدة يبث روح التفاؤل بأن المؤسسة القضائية ستشهد أكبر نقلة تطويرية في تاريخها، وسيزيد من عمق الثقة بالقضاء، وأحكامه، وتحديثاته.

وفي الإعلام والثقافة يعود طيب القلب والذكر، عبد العزيز خوجة إلى بيته في الإعلام بعد أن أبلى بلاء حسنا في العمل الدبلوماسي. وهذا الرجل الذي حمل لسنوات في لبنان شعرة معاوية مع مختلف التوجهات السياسية دون أن تقطع، يحتاجه الإعلام، وتحتاجه الثقافة، للتأسيس لإعلام شامل، وثقافة جامعة، يضمان جميع الأطياف، ومختلف التوجهات، وتسودهما ثقافة الحوار، ويتسعان للرأي والرأي الآخر.

وفي الصحة يشكل حضور الوزير الجديد عبد الله الربيعة قيادة بسجل عالمي من المنجزات، تؤكد أن لصاحبها أفقا متسعا يستطيع من خلاله إدراك معاناتنا التاريخية مع المؤسسات الطبية التابعة لوزارة الصحة، وأملي في عهد هذا الوزير أن يكف الناس حينما يلتقون ببعضهم عن طرح السؤال التقليدي: «كيف الصحة؟»، بعد أن تكون هواجسهم الصحية قد زالت، واختفت.

لقد قالها عبد الله بن عبد العزيز: أبشروا، وهاهي قوافل البشائر.

[email protected]