انتفاضة.. وانتفاضة

TT

«الطريقة الوحيدة لضمان الهدوء، خلال ستة أيام هي إعطاء الفلسطينيين حبوبا منومة، ليناموا ويستيقظوا بعد أسبوع» ـ علي ابو الراغب ـ الانتفاضة الاولى سبع سنوات سِمَان اكتفت بالاحجار فأنهت وهم الاستيعاب عطلت خطط الاستيطان نزعت حلم السيطرة بالاحتلال أسقطت حكومة شامير جلبت اسرائيل الى مائدة المفاوضات أجبرت رابين على تهجئة حروف السلام

* أوسلو سبع سنين عجاف سرقت الانتفاضة سرّعت الاستيطان فرضت حملة الحقائب على حملة الاحجار قبلت بسلطة بلا سيادة روَّجت لمنطق التجزئة جعلت ما تبقى من الوطن رقعة شطرنج مربعات محكومة ببيادق وجزر محاصرة بمستوطنات وخنادق وعدو مخاتل يمنح التافه والقليل ويؤجل الانسحاب ويساوم على الاستقلال ويرفض ما يعتبره المستحيل

* علّم الفلسطينيون لعالم تقنية المواجهة دخلت الانتفاضة قاموس البطولة الانتفاضة اقل من مقاومة وانجح من ثورة حجر في مواجهة دبابة لا الصاروخ يصيده ولا المدفع يرده ولا القتلة يغتالونه اكتشف الفلسطينيون خداع المفاوضة فولدت الانتفاضة الثانية دخلت المزايدة على خط الانتفاضة فتسلح الحجر بقنبلة وتزود ببندقية تذرع العدو بالعنف فأطلق العنان لسلاح متفوق بالنار والتقنية رد على المتفجرة بغارة رد على الرصاصة بصاروخ وطائرة رد على الانتحار بغدر الاغتيال

* عجزنا ينسينا فشل عدونا عدو متغطرس لكنه مُحْبَط وجبان عدو مُحْرَج بسلاحه وقوته قادر على هزيمة جيوش وعاجز عن اسكات شعب اعزل والتحدي الاكبر للانتفاضة ليس عدوها الخطر عليها ان تتحكم عواطفها بعقلها ان تتخلى لشارعها عن قرارها ان يتغلب اندفاعها على وطنيتها ان يلهو ارتجالها بحرفتها ان يسبق تهديدها عملياتها ان تعبث علنيتها بسريتها ان تكشف اللامبالاة صدرها ان تخترق العمالة ظهرها ان يغدو انتحارها بديلا لشهادتها

* العرب أمة لا تقبل المصارحة لانها لا تمارس نقد الذات تنظيمات مُخْتَرَقَة وسلطة عاجزة وحَكَم منحاز لا يصفِّر ولا يوقف الضرب تحت الحزام وجمهور عالمي يتسلى امام الشاشة ينتظر ثأرا ثم يتوقع انتقاما من يصارح الفلسطينيين؟

حذاء يخيف انفع من «هاون» لا يصيب حجر يجرح اجدى من «كلاشنيكوف» لا يقتل واقوى من جيوش تشكو البطالة ولا تقاتل