هيئة الأمر بالمعروف.. قراءة في المؤشرات

TT

إشارات إيجابية بدأ بها الرئيس العام الجديد لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في السعودية الشيخ عبد العزيز بن حميّن الحميّن مسؤوليات وظيفته الجديدة، مثل: تغليب مبدأ حسن الظن، والأخذ بمقولة عمر بن الخطاب رضي الله عنه «أن أخطئ في العفو خير من أن أخطئ في العقوبة»، وأن رجال الهيئة لن يكونوا غلظاء مع الناس، وأمله في أن يكون هناك تواصل بين الهيئة والإعلام، وأن الجهاز على استعداد للتعاون مع الجميع لتحقيق النجاح.

هذه الإشارات الإيجابية، والأمنيات الطيبة، والأفكار العقلانية، التي حملها الرئيس الجديد لهذا الجهاز يفترض أن تقابل من المجتمع، ومؤسسات الإعلام بما تستحق من الترحيب والاحتفاء، وتفهم الرغبة في الإصلاح، والتطوير، وتحسين الأداء. وقد أسعدني قول الرئيس الجديد بأن «الخطأ وارد من أي إنسان يعمل ولذلك فإننا سنسعى للعمل بقدر ما نستطيع على تلافي أي أخطاء قد تحدث»، فهذه الإشارة الواقعية والعقلانية لا تنفي إمكانية حدوث الخطأ، لكنها تتعهد ببذل كل الجهد الممكن لمنع حدوثه، وأخال أن الكثير من الحساسيات التي كانت تنشأ بين الهيئة والإعلام في السابق تتمثل في غلبة النزعة الدفاعية التي تتخذها الهيئة تجاه كل ما ينشر، دون افتراض إمكانية حدوث الخطأ، وأن العاملين في الهيئة بشر ـ كغيرهم من الناس ـ عرضة للوقوع في بعض الأخطاء غير المقصودة أثناء أداء واجباتهم، وهذه الأخطاء إن حدثت لا يمكن أن تقلل ـ بحال من الأحوال ـ من حجم الممارسات الصائبة، التي يقوم بها الكثير من أفراد هذا الجهاز، والأدوار الجليلة التي يؤدونها في التصدي لحالات الابتزاز، والانحرافات الأخلاقية.

هذه الإشارات الإيجابية التي بثها الرئيس الجديد تجعلني أكثر تفاؤلا بالمزيد من التفاف المجتمع، ومؤسساته الإعلامية حول جهاز هيئة الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، ودعم توجهاته، ومباركة مشروعاته التطويرية، وثقتي كبيرة في أن يجد الرئيس الجديد العون من داخل الجهاز ذاته، وأن تلتقي أفكاره، وتوجهاته، ورؤاه مع حرص أفراد هذا الجهاز الأفاضل للانتقال إلى مرحلة جديدة أكثر تواصلا، واقترابا، وترتيبا للأولويات.

وفي الختام: تهنئة صادقة للرئيس العام الجديد، وتقدير حقيقي لسلفه، وأمنيات طيبة للجميع.

[email protected]