سرقة الكتب هل هي حرام؟!

TT

كان أستاذنا المستشرق الألماني باول كراوس يرى أن سرقة الكتب ليست حراما. ولذلك بعد انتحاره اكتشفنا أن لديه كتبا استعارها من مكتبة الجامعة ومن مكتبات أخرى ولم يردها. لقد تعمد ذلك. ونصحنا أن نفعل مثله لأننا لم نبع هذه الكتب وإنما احتجا إلى قراءتها. وقد نردها بعد ذلك.

وكان باول كراوس يستعير الكتب القيمة. الكتب العربية النادرة. وكان أمين مكتبة جامعة القاهرة القديمة والد الفنان محمد رضا صاحب فرقة رضا للرقص الشعبي. وهو الذي اكتشف أن كتبا فريدة قد اختفت. ولاحظ أن هذه الكتب تختفي بعد مجيء باول كراوس. وذهب إليه في بيته واعترف ولكنه قال: لن أردها تستطيع أن تبلغ أمري للبوليس!

وفى الأسبوع الماضي حكمت إحدى المحاكم البريطانية على مؤلف إيراني يحمل جواز سفر أمريكيا بالسجن ثلاث سنوات. السارق مؤلف غني جدا. ولكنه يتباهى بأن لديه كتبا نادرة. السارق هو فرهاد خال زاده. ففي المتحف البريطاني كاميرات وقد ضبطته وهو ينزع اللوحات البارزة التاريخية.. وأمام القاضي اعترف بأنه سرق 180 مرة ونزع أوراقا من أكثر من 800 كتاب. وهو يلعن هذه اللوحات في كتبه ويفاخر بها فقط. فهو لا يبيعها. وهو مجنون لدرجة أن في ليلة زفافه ترك عروسه وذهب إلى مكتبته ليرى اللوحات التي سرقها وكيف يبدو في كتبه.

وفى الدفاع عنه قال المحامي إن المتهم ليس لصا. وإنما هو مجنون كتب. وأن هذه الكتب قد استولت على كل تفكيره. فلم يحدث قط أن غابت الكتب عن عينيه. إنها موجود في فراشه وفى دورة المياه وفى السيارة وكثيرا ما توقف بسيارته ليرى إحدى اللوحات وينقلها من مكان إلى مكان آخر..

ولكن القاضي لم يتأثر بكل ما قال المحامي، ورأى أن الحبس سنتين هو أقل ما يستحقه هذا السارق المؤلف العالم الغني المريض!